كشفت مصادر دبلوماسية، عن أن الرئاسة تستعد لإيفاد وزير الخارجية محمد كامل عمر إلى إثيوبيا، لإجراء مشاورات مع المسئولين الإثيوبيين حول تداعيات مشروع سد النهضة على حصة مصر من مياه النيل، واحتواء الأزمة المتصاعدة، وخاصة في أعقاب استدعاء أديس أبابا للسفير المصري، ردًا على التهديدات باستخدام القوة ضد إثيوبيا من جانب بعض الساسة المصريين خلال الحوار الذي عقده مع الرئيس محمد مرسى مع عدد من قادة الأحزاب السياسية. وتسعى القاهرة ‘إلى تهدئة الأزمة ووقف محاولة إثيوبيا التوجه إلى مجلس الأمن أو تقديم شكوى للمنظمة الدولية، فضلاً عن الوصول إلى تفاهمات بين البلدين من شانها أن تتيح لإثيوبيا تحقيق عملية التنمية المنشودة، دون أن يؤثر ذلك بالسلب على حصة مصر من المياه البالغة 55مليار متر مكعب. وسيبلغ وزير الخارجية، المسئولين الإثيوبيين رفض مصر للتصريحات الإثيوبية بأن السد غير قابل للتفاوض، والمطالبة بتفعيل دور اللجنة الثلاثية والبحث عن سبل تعاظم استفادة دول المنبع والمصب من مياه النيل، والتأكيد على التعاون بين دول الحوض بما يحقق أهداف التنمية. من جانبها، رجحت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية المصرى السابق للشئون الإفريقية، أن يحمل الوزير تأكيدًا لأديس أبابا على أن القاهرة تراهن على التفاوض كسبيل وحيد لتسوية الخلافات حول سد النهضة، والتبرؤ التهديدات التي أطلقها بعض السياسيين، بالتأكيد على أنها لا تمثل سياسة مصر الرسمية التى تفضل الإطار السلمى والتفاهمات الودية. وأضافت: ستنقل مصر لإثيوبيا عرضًا بالتوصل لاتفاق مرض بين البلدين، بما لا يؤثر على الطموحات الإثيوبية وخططها التنموية والزراعة والخاصة بتوليد الطاقة ولا يحمل أى تداعيات سلبية على الأمن المائى المصرى ولا حصته من مياه النيل المقررة وفقا لاتفاقيات دولية. يأتي ذلك فيما أكدت الحكومة الإثيوبية إن عملية بناء سد النهضة نهر النيل غير قابلة للتفاوض. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء هيلا مريم ديسالين، إن موقف مصر بشأن السد غير واضح وإن مخاوفها دائما لا تستند إلى أسس علمية. ونقلت وكالة "رويترز" عن المتحدث الرسمي جيتاشيو ريدا "على أي حال لا فائدة من المطالبة بوقف البناء. هذا غير قابل للتفاوض". وتابع معلقًا على تهديدات بعض الساسة المصريين "يتعين أن ننتظر لنرى ما إذا كان التخريب سيوضع على القائمة"، مضيفًا أن محاولات سابقة من جانب مصر في عهد الرئيس السابق حسني مبارك لزعزعة استقرار إثيوبيا من خلال دعم المتمردين باءت بالفشل. وقال: "زعزعة استقرار إثيوبيا لم يكتب لها النجاح حتى عندما كنا في أضعف حالاتنا في الماضي. "نحن في وضع أفضل بكثير يسمح لنا بتجنب أي تأثيرات سلبية ربما تأتي من مصر أو أي دولة أخرى". وعلى الرغم من ذلك، رفض المتحدث احتمال نشوب صراع وقال إنه يأمل من الرئيس محمد مرسي أن "ينحاز إلى جانب العقل".