أكد الأزهر، أن عودة العلاقات المقطوعة مع الفاتيكان قبل أكثر من سبع سنوات مرهونة بما تقدمه مؤسسة الفاتيكان من خطوات إيجابية جادة تُظهِر بجلاءٍ احترام الإسلام والمسلمين، وفي مقدمة هذه الخطوات "الرد على تهنئة الأزهر للبابا بمناسبة ترسيمه، والتي لم يتلقَّ الأزهر حتى الآن الرد عليها". يأتي ذلك غداة تصريحات نشرتها صحيفة "الميساجيرو" الإيطالية للمستشار الدبلوماسي لشيخ الأزهر محمود عبد الجواد بعد عامين على قطع العلاقات بين الفاتيكان والأزهر أعرب فيها عن أمله في أن يتخذ البابا فرنسيس "خطوة إلى الإمام"، مؤكدًا أن الإسلام السني مستعد لإعادة فتح حوار مع الفاتيكان. وقال الموفد الدبلوماسي للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر: "فرنسيس بابا جديد. نتوقع أن يتخذ خطوة إلى الأمام". وذكر المستشار من القاهرة بأن خطوة محتملة إلى الأمام "قد تكون كلمة يقول فيها إن الإسلام دين سلام وأن المسلمين لا يريدون الحرب ولا العنف. سيكون ذلك تقدما". وأضاف أن شهر رمضان، الذي يبدأ في التاسع من يوليو، قد يكون مناسبة لذلك، تقليديا يوجه الباباوات رسالة إلى إمام الأزهر وعلى البابا فرنسيس إيجاد الكلمات المناسبة، موضحا أن المشاكل التى واجهناها لم تكن مع الفاتيكان بل مع البابا السابق الآن أبواب الأزهر مفتوحة. وخلال زيارة البابا تواضروس بطريرك الأقباط الأرثوذكس للفاتيكان في أواخر مايو الماضي إلى الفاتيكان، طلب البابا فرانسيس الأول بابا الفاتيكان إعادة الحوار المتوقف مع الأزهر. وأوضح الفاتيكان في بيان رسمي أن مبادرة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتهنئة البابا فرانسيس الأول بتنصيبه على الكرسي البابوي تعد مبادرة سلام من قبل الأزهر. وأشار البيان إلى تعدد الفوائد جراء إعادة العلاقات و الحوار بين الفاتيكان والأزهر، حيث إن هناك نقاط مشتركة بين الكاثوليكية والإسلام، مؤكدا أن الحوار يتوحد من خلاله القيم والمبادئ المشتركة وليس عقائديًا. وتوترت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان بشدة في عهد بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر عام 2006، جدلا بعد أن ألقى خطابا في جامعة ألمانية، أكد فيه أن "الفكر المسيحي يفسح مجالاً "للمنطق" أكثر من الدين الإسلامي المرتبط بالعنف"، وأثارت التصريحات استياء في العالم العربي وتظاهرات عنيفة. واستؤنف الحوار في عام 2009 لكنه علق مجددًا من قبل الأزهر في 2011 عقب تصريحات أخرى للبابا طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر بعد تفجير استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية؛ حيث اعتبرها الأزهر تدخلا غير مقبول في الشأن المصري.