كشفتْ صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" – الأمريكية – عنْ أنَّ شباب الثورة من مختلف الفصائل السياسية سواء المعارضة أو شباب جماعة "الإخوان المسلمين" يشعرون بأن الثقافة "الأبوية" والتي تُفضل القدامي باعتبارهم الأكثر خبرة قد همشتهم ومنعتهم من المشاركة في قيادة وإدارة مرحلة ما بعد مبارك. وقالتْ إنَّ الشعور بالإقصاء عن عملية اتخاذ القرار السياسي في البلاد قد دفع الكثير من السياسيين الشباب إلى تأسيس أحزاب وحركات خاصة بهم؛ إلا أنَّ افتقادهم للدعم المالي جعلهم يعجزون عن تحقيق أي مكاسب سياسية. وذكرتْ أنَّ الشباب الذين قادوا ثورة 25 من يناير والتي حملت اسم "ثورة الشباب، تم إقصاؤهم من المشهد السياسي، ويقولون إنَّهم يشعرون "بتهميش" أكثر مما كانوا عليه في عهد المخلوع، فضلاً عن عدم تحقُق أي من مطالبهم بعد مرور أكثر من عامين على ثورتهم. وأشارتْ "الصحيفة الأمريكية" بأصابع الاتهام إلى "الإخوان" و"المعارضة" على حدٍ سواء لتسبُبهم في ارتفاع معدلات البطالة التي كانت على رأس القضايا المُلحة في مصر علي مدى سنوات؛ إذْ أنَّ الصراع المحتدم بينهم قد أسفر عن انقسامات سياسية واجتماعية عرضت الوضع الاقتصادي للتدهور مما أدى بدوره إلى تضاؤل فرص العمل. ولفتتْ إلى أنَّ المُعدل الحقيقي للبطالة أعلى بكثير من الإحصاءات التي يعلن عنها رسمياً؛ فوفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن " الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء"، فلقد ارتفعت معدلات البطالة إلى ما يقرب من 13 % فى الربع الأخير من عام 2012، أي بزيادة 9 % عما كانت عليه في 2010. وقالتْ إنَّ القيادات السياسية تحاول التنصل من اتهامات الشباب لهم بالتهميش؛ بل إلقاء التبعة عليهم أنفسهم، مشيرةً إلى تصريح الدكتور محمد البرادعي – المعارض البارز، ومؤسس "حزب الدستور" – خلال حوار أجرته معه "الجزيرة" بأن الشباب المصري يشعُر بأنَّ الثورة قد سُرقتْ منه؛ بسبب انقساماتهم السياسية.. فكل واحدِ منهم [ يرى نفسه] "تشي جيفارا" جديدًا، وكل واحد يريد الظهور على شاشات التليفزيون". ونقلتْ عنْ "شادي الغزالي حرب" القيادي السياسي الشاب، ومؤسس "حزب الوعي"، والذي انضم مؤخراً إلى "حزب الدستور" تصريحه خلال حوار أجرته قناة "الجزيرة الدولية" معه بأنَّ "جميع النُخب السياسية بما فيها جبهة "الإنقاذ الوطني" لا تمثل الشباب". وقال محمد عادل، القيادي بحركة 6 إبريل، إنَّ الشباب يشعرون "بخيبة أمل" على نحو متزايد "لقد بتنا نستشعر الآن بأنَّ هناك فجوة كبيرة بيننا وبين الجيل القديم، فأنا أشعر أنهم يتخذون قرارات تتجه بالبلاد في اتجاه سيئ، فليس لديهم أي فكرة عن حقيقة الوضع السياسي والاجتماعي للبلاد". وتابع "لقد تعبنا منهم جميعاً لأنَّ لا أحد منهم [السياسيون القدامى] يحاول حتى تلبية مطالب الشباب، لا كبار السن الذين في السلطة، ولا حتى كبار السن من المعارضة". وقالتْ "لوس أنجلوس تايمز" إنَّ نفس مشاعر الإحباط تلك ليست قاصرة على المعارضة وحدهم؛ بل يعاني شباب "الإخوان "منها أيضاً وأشارتْ إلى إسلام لطفي أحد الشباب المنشقين عن الجماعة والذي ساهم في تأسيس حزب" التيار المصري" الإسلامي المعتدل " حينما شعر بأنَّ حزب "الحرية والعدالة" بات لا يمثله. وقامتْ "الصحيفة الأمريكية" باستعراض بعض الأمثلة التي تعزز ما يدعيه الشباب؛ ففي خلال الانتخابات الرئاسية لم يحصل مرشح الشباب المحامي "خالد علي" سوى على 1 % من الأصوات، في الوقت الذي فاز فيه مرسي مرشح الإخوان، وأحمد شفيق آخر وزراء مبارك بأغلبية الأصوات، فضلاً عن أنَّ عدد ممثلى الشباب في البرلمان المُنحل كان ثلاثة من أصل أعضائه البالغ عددهم 500 عضو، وتابعتْ أنَّ البعض مثل إسراء عبد الفتاح، ومحمود سليم، قد انسحب من سباق الانتخابات البرلمانية حتي قبل بدايته. وقالتْ إنَّ حمدين صباحي المعارض البارز كان قد واجه مقاومة من الشباب داخل حركته السياسية "حزب التيار المصري"؛ إذْ رفض الكثير منهم تحالفه مع شخصيات مثل عمرو موسي وزير الخارجية الأسبق، والسيد البدوي رئيس حزب الوفد، مشيرةً إلى أنَّ كليهما أعضاء في "جبهة الإنقاذ الوطني". وذكرتْ أنَّ مجموعة من الشباب كانوا قد اعتصموا في مقرات حزب "الدستور المصري" في أبريل لما يقرب من أسبوع مطالبين بتغيير قيادته، حتى تم حل الموقف بالوعد بإجراء انتخابات داخلية مبكرة، وتعيين الناشطة السياسية "جميلة إسماعيل" أميناً للتنظيم.