«يصور الرئيس محمد مرسي نفسه كقائد يتنقل بين مناظر مليئة بمؤامرات رجال أعمال فاسدين وشخصيات غامضة تتآمر من داخل بيروقراطية واسعة لم تتمكن دائرة إسلامييه الداخلية من كبحها».. هكذا بدأت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية تقريرها بعنوان «الرئيس المصري يرى الدولة العميقة كعدو داخلي». قالت الصحيفة إن الرئيس حذر من مؤامرات داخل حكومته، لكن البعض يقول إنه يريد ببساطة استبدال بنية السلطة بآخر موالي له. مضيفة أنه في الوقت الذي يخرج فيه المحتجون في مسيرات، ويضرب الموظفين عن العمل، ويحتشد الطلاب، ويدخل الاقتصاد في فوضى مخيفة، ربما يوجد خصم الرئيس الأكثر خطورة خلف الكواليس، والذي يعرف ب«الدولة العميقة». مضيفة أن أحمد عز وأحمد شفيق، يعتبرا رمزين لمركز السياسة والمال في الدولة العميقة. لوس أنجلوس تايمز أشارت إلى أن القضاء والشرطة والجيش وأجهزة المخابرات تشكلت على مر العقود بالحكم العلماني للمستبد المخلوع حسني مبارك، على حد قولها. لافتة إلى أنه لا يزال كثير من المسؤولين في الشرطة والمخابرات على وجه الخصوص موالين للنظام القديم، حيث يخشون أن يأخذ مرسي مصر بعيدا عن حلفائها الغربيين نحو الأصولية الدينية. مرسي وإخوانه الذين يسيطرون على الحكومة، يتهمون هؤلاء المرتبطين بمبارك بعرقلة المرحلة الانتقالية في مصر، بحسب لوس أنجلوس تايمز. وأضافت أن الحديث عن المكائد انتشر جدا لدرجة أن موقع الإخوان ألقى هذا الشهر اللوم على «فساد الدولة العميقة» بخصوص تمم حوالي 500 طالب في الأزهر. تابعت الصحيفة الأمريكية القول إن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها القضاء توضح أن مؤسسات الدولة تتحرك في الحقيقة نحو وضع حد لمرسي الذي مضى في دستور مدعوم إسلاميا وتجاهل القرارات القانونية التي تتحدى سلطته. وضربت لوس أنجلوس تايمز أمثلة كتأجيل الانتخابات البرلمانية، ودعوة مرسي لإعادة النائب العام الذي أقاله في محاولة لزيادة قبضته على السلطة نوفمبر الماضي. كما أشارت إلى تزامن هذه الأحكام مع إضراب ضباط بالشرطة «قلب قوة مبارك»، على حد وصفها، عن العمل وتشكيكهم في شرعية مرسي. منتقدون يقولون إن مرسي يرغب في نسخة إخوانية من سيطرة ومحسوبية السابق له، بحسب الصحيفة. لوس أنجلوس تايمز نقلت عن حسن نافع، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، قوله: «ظهر أن مرسي والإخوان ليسوا أصحاب خبرة في الحكم، وأنهم جشعون للسلطة والسيطرة». مضيفا: «يوجد شعور بسرقة الثورة، وأن هناك محاولة لما يطلق عليه كثيرون (أخونة الدولة)». تابعت لوس أنجلوس تايمز أن الجماعة التي مر على تأسيسها 85 عاما، وكانت تعتبر ذات يوم الصوت غير الفاسد الوحيد ضد النظام السابق، أصبحت تقارن الآن بالحزب الوطني الديمقراطي المنحل. وأضافت أن مرسي عادة ما يتحدث عن أيادي خفية تراوغ لإضعاف حكومته من الداخل ومن الخارج، مستطردة أن الرئيس نادرا ما حدد هؤلاء الغرباء المسلطين ضده، وعادة يقال إنهم يتضمنون عملاء إسرائيليين وفي أوقات أخرى يقال إنهم مسوؤلون أمريكيون. لفتت الصحيفة أيضا إلى أنه سواء كانت المؤامرات حقيقية أو تخيلية، إلا أنها تعتبر موضوع خطير في بلد يعاني من انقسامات سياسية ودينية عميقة وتضخم وبطالة واقتصاد منهار. لوس أنجلوس تايمز قالت إن الإخوان زادوا قبضتهم على المؤسسات العامة. متابعة أنه من النادر أن تنظم المعارضة المختلفة أي شئ، ونقلت عن بعض معلقين قولهم إن أفضل خيار أمام المعارضة تطوير استراتيجية للاحتجاج ربما تدفع إلى انقلاب عسكري لتجنب الانهيار الاقتصادي. أخيرا اختتمت لوس أنجلوس تايمز تقريرها بأن استراتيجية الإخوان كانت تنص على إظهار الأعداء السياسيين كجواسيس وكفار، وهو ما أثار الشكوك في المحافظات على وجه الخصوص حول جبهة الإنقاذ الوطني والأحزاب المعارضة الأخرى. وأشارت إلى أن الانتخابات البرلمانية المتوقعة هذا الخريف، ستكون «مقياس» لما تبقى من شعبية للإخوان. مضيفة أن دعم الإخوان قد ينتهي إذا استمر عدم الاستقرار ووسع السلفيون انتشارهم . نلقت مرة أخرى عن نافع قوله: «إذا خسر الإخوان الأغلبية في الانتخابات، اعتقد أن وزنهم السياسي سينتهي إلى الأبد».