قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن هناك مخاوف متصاعدة في أوساط المصريين من الدوافع الخفية وراء المساعدات المالية التي تقدمها قطر لمصر والتي بلغت قيمتها حتى الآن نحو 8 مليارات دولار. وترى الصحيفة أن قطر التي اكتسبت نفوذًا هائلاً من ثورات الربيع العربي هي الآن في وسط معركة من أجل النفوذ في أكبر قوة عسكرية وسياسية بمنطقة الشرق الأوسط بأسرها، مصر. وأشارت إلى أن قطر منحت مصر في 9 مايو الجاري 3 مليارات دولار في شكل قروض منخفضة الفائدة، في خطوة لم تعلن عنها الحكومة المصرية ولكن أكدها مسئول بالبنك المركزي، بحسب الصحيفة. وأضافت أنه على الرغم من أن العديد من المصريين يشعرون بالامتنان تجاه المساعدات المادية التي تحتاجها البلاد بشدة، ولكنهم قلقون أيضًا من محاولة استغلال قطر مساعداتها للحكومة المصرية لكسب نفوذ في المنطقة. ولفتت الصحيفة إلى أن المسئولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن قطر تلعب لعبة مزدوجة باستضافة قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها في الوقت الذي تدعم فيه الحركات الإسلامية التي تعارض المصالح الأمريكية في المنطقة. ويرى المسئولون الأمريكيون أن قطر من خلال دعمها لأطراف عديدة قادرة على التنقل بين الشبكات السياسية المعقدة في الشرق الأوسط ودعم من يصعد منها للصدارة. وأوضحت الصحيفة أن المساعدات الاقتصادية القطرية مكنت الحكومة المصرية المحاصرة اقتصاديًا من الصمود في مواجهة شروط قرض صندوق النقد الدولي التي من شأنها أن تولد رد فعل عنيف من الشارع المصري قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة. واعتبرت أن الدعم القطري يؤكد أن مصر التي تعاني من أزمة اقتصادية حادة أصبحت تتطلع إلى ما وراء حلفائها التقليديين في واشنطن، ففي الأسابيع الأخيرة طلب الرئيس مرسي الدعم من موسكو فيما وصفه معارضوه ب"التسول". غير أن المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، جهاد الحداد، رد على هذه الانتقادات قائلاً: إن النظام السابق أضر بالبلاد بالإلقاء بثقله خلف قوة واحدة، وأضاف: "لم يعد لدينا حليف واحد يسمى الولاياتالمتحدة، بل لدينا قائمة من الحلفاء المحتملين". وأشارت الصحيفة إلى أن المخاوف الأمريكية تتركز حول استغلال قطر علاقاتها التاريخية العميقة مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث قادت قطر حملة لدعم وتسليح المعارضة الإسلامية في ليبيا وسوريا، واستمرت في دعم جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين والتي تمثلها حركة المقاومة حماس التي تصنفها الولاياتالمتحدة على أنها جماعة إرهابية، بل إنها استضافت مقر الحركة في العاصمة الدوحة بعدما انفصلت عن حليفها القديم الرئيس السوري بشار الأسد، وقررت دعم الثورة السورية، وهو ما اعتبرته الصحيفة تحولاً كبيرًا في الديناميكية السياسية بالمنطقة. وقالت الصحيفة إن قطر ليست وحدها من تسعى للتمتع بنفوذ في مصر، فروسيا أيضًا تدريس تقديم قرض للحكومة المصرية، حسب ما أكده مسئولون بالبلدين، فبسقوط الرئيس بشار الأسد في سوريا، تفقد روسيا حليفها الوحيد في المنطقة مما يجعل موسكو تنظر للقاهرة باعتبارها سبيل لحفظ نفوذها في المنطقة. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن ردود الفعل العنيفة ضد المساعدات القطرية وصلت لحد الهيستيريا في مصر، بعدما امتلأت الصحف المحلية وبرامج التلفزيون التي تحظى بشعبية باتهامات مثيرة بأن الدولة القطرية تسعى لشراء كنوز مصر الوطنية وخاصة الأهرامات وقناة السويس.