علمت "المصريون" أن مصر التي ترعى حوار المصالحة الفلسطينية دخلت على خطى الجهود لعقد لقاء بين رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل لتسوية كافة المسائل التي تعرقل التوقيع على ورقة المصالحة. وتمارس القاهرة ضغوطا مكثفة على عباس لعقد اللقاء مع عدم وضع شروط تحول دون إتمامه على رأسها تصممها على توقيع "حماس" على الورقة المصرية كشرط اللقاء، وينتظر على نطاق واسع أن تكثف اتصالاتها مع الفصائل الفلسطينية الثلاثة عشر للإعداد لجولة نهائية من الحوار شهد توقيع اتفاق المصالحة والإعداد لمرحلة فلسطينية جديدة. يأتي هذا متزامنا مع جهود موازية تقوم بها السعودية وسوريا لإتمام المصالحة بعد تعثرها لمدة طويلة سبب الخلافات بين "حماس" و"فتح"، ومع اقتراب طرح مبادرة جديدة لاستئناف مفاوضات التسوية، وذلك حتى لا تتذرع واشنطن بعدم قدرة الفلسطينيين على الدخول في مفاوضات جادة للتسوية، وعدم وجود شريك فلسطيني. ورجحت مصادر فلسطينية إتمام اللقاء المزمع بين عباس ومشعل، خاصة وأن لدى الأول شعورا بالخيبة من تراجع الموقف الأمريكي من التمسك بشروط وقف الاستيطان واستئناف مسيرة التسوية وعدم استعداد إدارة الرئيس باراك أوباما للضغوط على إسرائيل للمضي قدما في مسيرة التسوية. وأكد الباحث في الشئون الفلسطينية إبراهيم الدراوي أن عباس يبحث عن النزول من فوق الشجرة الأمريكية، وهو أمر يرى أنه لن يتم إلا عبر بوابة عربية وفلسطينية، ما يعكس تراجعه عن العديد من مواقفه المتشددة تجاه "حماس" والتي كان آخرها إرسال نبيل شعث إلى غزة والتخفيف من لهجة المتشددة تجاه "حماس".