أصدر مجلس الشعب في جلسته أمس برئاسة الدكتور أحمد فتحي سرور، قرارًا بأغلبية الآراء على إغلاق ملف أزمة حزب "الوفد" وعدم إثارتها مرة أخرى تحت قبة المجلس. وكانت الجلسة قد شهدت مواجهات ساخنة بين نواب الهيئة البرلمانية للوفد، حول الأزمات الداخلية للحزب، بدأت برسالة تلاها رئيس مجلس الشعب بعث بها منير فخري عبد النور النائب السابق وعضو الهيئة العليا للحزب ونائب رئيس حزب الوفد، ردًا على اتهامه من قبل النائب الوفدي محمد عبد العليم داود أول أمس بالتعامل مع إسرائيل وتعامل جده مع الاحتلال الإنجليزي لمصر. وقد اتهم منير في رسالته، محمد عبد العليم بسطحية معلوماته التاريخية عن الحزب، نافيًا ضلوع جده فخري عبد النور في التعامل مع الاحتلال البريطاني، واصفًا إياه بأنه عاش مناضلاً وزعيمًا في ثورة 1919م ودخل المعتقلات وحكم عليه عام 1921م لتزعمه الطبقة الثالثة ومات عام 1942م. ورفض منير في رسالته محاولات النيل من سمعة الشرفاء بالادعاءات تحت القبة، وقال إنه لا يجب أن يكون البرلمان ساحة لذلك، معلنًا تحديه لعبد العليم داود أمام ساحة القضاء أن يثبت أقواله المرسلة واستخدامه للضجيج والشائعات والمساس بقيادات الحزب لأغراض لا تخفى على أحد، حسب قوله. من جهته، دعا محمود أباظة رئيس الهيئة البرلمانية للوفد إلى عدم إثارة قضية حزب "الوفد" تحت قبة البرلمان، رافضًا ما وصفه بالسب والقذف بشكل مستمر، داعيًا المجلس ألا يضيع وقته في قضايا فرعية وفي قضايا يكون محل مناقشتها داخل حزب "الوفد". وأعلن الدكتور سرور تأييده لأباظة، وقال إن البرلمان لن يكون مسرحًا للمهاترات والخلافات الحزبية، ورفض كذلك محاولات النائب أحمد ناصر بإسقاط الشرعية عن رئاسة محمود أباظة للهيئة البرلمانية للوفد. وجدد ناصر الذي صدر قرار بفصله من الحزب، تأكيده على أن الدكتور نعمان جمعة هو الرئيس الشرعي لحزب "الوفد"، وهو ما أثار النائب الوفدي محمد مصطفى شردي الذي اشتبك مع ناصر كلاميًا وطالبه بالصمت. من جانبه، عقب النائب محمد عبد العليم على رد منير فخري عبد النور، مجددًا اتهامه له بالتعامل مع إسرائيل بعد أن كشف ذلك مصطفى الطويل رئيس الحزب في حديث صحيفة "العربي". كما اتهم عبد العليم، محمود أباظة بأنه دعا السفير الأمريكي في القاهرة إلى منزله وسمح له بمناقشة قضايا "الوفد" وهو ما ورد على لسان الطويل في حديثه لصحيفة "آفاق عربية"، على حد قوله. وطالب عبد العليم الوفديين بتطهير الحزب ممن لهم علاقة مع إسرائيل، مؤكدًا أن أحدًا من أبناء "الوفد" لا يقبل التعامل مع إسرائيل أو السفير الأمريكي.