استنكر الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، الاحتفال بعيد تحرير سيناء في الوقت الذي ما زلنا نجهل فيه مَن قتل جنودنا في رفح خلال شهر رمضان الماضي، ولا نعلم من خطف الضباط الثلاثة خلال أحداث الثورة. وقال شاهين خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر مكرم: "مِن العار علينا أن نحتفل بعيد تحرير سيناء ولم نعرف مَن قتل جنودنا في رفح أو نقتص لهم، وكذلك مَن اختطفوا ثلاثة من الجنود والضباط بسيناء". ووجه رسالة إلى الرئيس مرسى في ختام خطبته قائلا: "يا سيادة الرئيس إذا غرق المركب سنغرق جميعًا وليس هناك أحد يستطيع أن يعيش أو يحكم مصر وحده"، مطالبًا بضرورة أن تكون التعيينات على حسب الكفاءة وليس الولاء والمحسوبية، وإذا أردتم أن توقفوا الدماء فامتنعوا عن تنصيب من ليسوا من الأزهر والأوقاف خطباء للمساجد وإشعال الفتن من على المنابر إلا بتصريح رسمي من وزارة الأوقاف. واستنكر شاهين الحديث عن تطهير مؤسسة القضاء والهجوم الممنهج علي القضاة في الفترة الحالية، مضيفًا أنه إذا كانت هناك اتهامات بالفساد فعليهم أن يقدموا دليلا على ذلك، مؤكدًا أنه سيتعامل مع كل المصريين ماعدا من يثبت بالدليل فساده أو إدانته في دماء المصريين. وشدد شاهين على أن مؤسسة الأزهر والقضاء والجيش والشرطة يجب أن لا يتلونوا بلون فصيل سياسي بعينه، محذرا من حدوث ذلك بأنه سيؤدى إلى فتن تضر بالأمن القومي المصري،مضيفا "لن نقف مكتوفي الأيدي عندما نرى بابا يفتح يؤدى إلى إراقة الدماء. ووجه شاهين كلمه إلى الداعين لما وصفه بهدم القضاء قائلا: "لن نقف وراءكم لكي نهدم القضاء لخدمة مصالحكم"، رافضا ما أثير عن تشكيل محاكم ثورية لإعادة محاكمة رموز النظام السابق أو تشكيل حرس ثوري لحفظ النظام، معتبرا أن ذلك سيؤدى إلى مزيدا من الدماء، مؤكدًا أنه إذا تعارض مطلب ثورة مع مطلب ديني فعلينا أن نحترم كلام الله، لأننا ارتضينا بالقضاء طريقًا منذ البداية وعلى مَن يريد أن يبرهن على حبه لمصر أن يحترم القانون. ودافع شاهين عن نفسه عندما اتهم بأنه يستخدم المنبر للحديث في السياسة بأن الإخوان يريدون تفريغ المساجد من محتواها طالما أنها لا "تطبل" للنظام، مؤكدًا أنه إذا كانت تمدح الحاكم لأتوا بفرقة موسيقية لتلحين تأييد النظام، وقال: "عجبًا لمن صدعوا رؤوسنا بأن الإسلام هو الحل، والسياسة لا تتجزأ عن الدين وعندما تحدثنا في السياسة قالوا حرام، وأستشهد بقول الله تعالى ردًا عليهم "ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"، مؤكدًا أن مَن يتاجر بالدين للوصول إلى أهداف سياسية وكراسي الحكم والبرلمان، فلن تربح تجارتهم أبدًا.