تسبب انهيار دولة القانون في ظهور الميلشيات المسلحة التابعة لمختلف التيارات السياسية، خاصة بعد تجاهل النظام الحالي لجميع الأصوات المختلفة معه، إضافة إلى تجاهله مشاكل قطاع عريض من الشعب. وتأتي قضية النوبة ضمن أبرز القضايا التي لجأت إلى تشكيل ميلشيات مسلحة ردًا على تجاهل النظام الحالي لمشاكلها، حيث تم تأسيس حركة كتالة النوبية المسلحة، والتي هددت بانفصال النوبة عن مصر حال استمرار الوضع على ما هو عليه. وأعلن أسامة فاروق، الرئيس التنفيذي لحركة كتالة النوبية المسلحة، صراحة الجهاد المسلح ضد جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحاكم الحرية والعدالة، مؤكداً أنهم لم يعلنوا الانفصال عن أرض الوطن لأنهم جزء أصيل منه ولكن الانفصال عن نظام حزب الحرية والعدالة الفاسد - على حد قوله - والذي يحكم بجهله دولة عريقة سيذهب بها إلى أحط المستويات. وأضاف فاروق في تصريحات إعلامية، أن الحركة تكونت بناءً على آخر إساءة وصلت للنوبيين من الإخوان، وذلك على لسان حسين عبد القادر أحد ممثلي الجماعة فى برنامج تليفزيوني شبه فيه النوبيين ب"البربر". وأكد فاروق أن الحركة تشمل 6 آلاف شخص في عضويتها بمحافظة أسوان، زاعماً أن القانون الدولي يسمح لهم بحمل السلاح مستشهدا بنص مفاده "في حالة انحلال الدولة يجوز للشعوب الحرة حق تقرير مصيرها"، مؤكداً أن النظام الإخواني أصبح "نظاماً سابقاً" بعد ما ارتكبه من كوارث. وقال الرئيس التنفيذي للحركة، أسامة فاروق، إن سبب إنشاء الحركة يرجع إلى حالة التهميش والتجاهل التي أصابت النوبة وأهلها، مشيرًا إلى أن استمرار الرئيس مرسي وأعوانه في الحكم سوف يؤدي إلى ثورة نوبية لا يستبعد فيها اللجوء إلى السلاح، واستخدام العنف إذا اضطررنا إلى ذلك، خاصة بعد وعود الرئيس محمد مرسي والذي وصفها "بالزائفة" لأبناء النوبة باعتبارهم فصيلًا من المجتمع المصري. أوضح الرئيس التنفيذي ل"كتالة" أن معنى كتالة انتظار لما هو أسوأ، وسنلجأ إلى أي وسيلة للدفاع عن حقوق أهل النوبة، قائلًا: "نحن فداء لكرامتنا"، لافتا إلى أن سبب اختيار أهالي النوبة وأعضاء الحركة سلاح "الكلاشينكوف" شعارًا للتنظيم المسلح، هو أن الإخوان كتبوا شعار "وأعدوا" على سيفين متقاطعين، مؤكدًا أن الحركة تضم 6 آلاف مقاتل. وعقب تصريحات مؤسس "كتالة" تم اختطافه ما أثار حالة من الغضب بين النوبيين، ما دفعهم للتهديد وقتها بالرد الحاسم والقوي على النظام الحاكم للبلاد وعلى جماعة الإخوان المسلمين حال عدم ظهوره خلال ساعات. وكثفت الجمعية المصرية للمحامين النوبيين، وقتها إجراءاتها لبحث سبل الوصول إلى أسامة فاروق واتخاذ الإجراءات القانونية من أجل معرفة من وراء اختطاف مؤسس حركة "كتالة"، وأكدت أنه من العار بعد ثورة 25 يناير، أن يكون هناك اختطاف لنشطاء وسياسيين مصريين، وعودة إلى سياسة زوار الفجر، للتعامل مع المشاكل والقضايا، التي تواجه النظام الحاكم. وقال عوض عبد الظاهر مؤسس حركة "كتالة" النوبية: "إن عددًا من أعضاء الحركة، قد تلقوا تهديدات من مجهولين بالقبض عليهم ما لم يتراجعوا عن مواقفهم، مشيرًا إلى أنه وعد رئيس المباحث العامة للتحري عن وجوده لدى الجهات الأمنية وأن الحركة تجرى اتصالاتها الآن، لمعرفة إذا كان حزب "الحرية والعدالة" لهم صلة بالموضوع وإذا لم يتم العثور عليه فإنهم سيتوجهون فورًا ببلاغ ضد الفرقة 95 إخوان لأنهم العدو الوحيد للحركة.