كشفت مصادر مقربة من الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، أن الجدار الذي تعتزم إسرائيل تشييده على حدودها الجنوبية مع مصر سيتم ربطه بالجزء الشمالي من الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة، وهو ما قالت إنه سيؤدي إلى تشديد الحصار على حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة. ووفق تقرير لموقع "دبكا" الإسرائيلي، فإن الجدار سيمتد على مدى 35 كم بدءا من منطقة كرم أبو سالم في الطرف الشرفي لمعبر صلاح الدين، وحتى معبر العوجة على الحدود المصرية- الإسرائيلية، موضحا أن الربط بين الجدارين- الإسرائيلي والمصري- سيعمل على خلق جدار أمني موحد يمتد من البحر المتوسط وحتى الطرف الجنوبي لشمال سيناء. يأتي هذا فيما كشف موقع "واللاه" الإخباري الإسرائيلي نقلا عن مصادر أمنية قولها، إن إسرائيل لم تطلع مصر على قرارها ببناء الجدار الحدودي، مرجعين ذلك إلى أنه يقام على أرض إسرائيلية وإنه سيظل مشروعا إسرائيليا داخليا، ولن يكون هناك تدخل مصري بشأنه مادامت إسرائيل ستبنيه على أرضها فقط. وكانت الحكومة الإسرائيلية صادقت الأحد على مشروع تقدم به الجيش الإسرائيلي لبناء سياج على طول الحدود مع مصر لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين، وقال مسئول حكومي إن لجنة حكومية صادقت على بناء ثلاثة حواجز على طول الحدود الصحراوية الممتدة 250 كلم وترمي إلى سد طرق التسلل الرئيسية بكلفة تتراوح ما بين مليار و1.5 مليار دولار. وأبدى تساحي هنيجبي رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي تأييده لإنشاء الجدار الحدودي معتبرًا أنه لا بديل عنه، بعدما أصبح تسلل المهاجرين عبر الحدود المصرية ظاهرة تهدد صميم وجود دولة إسرائيل وهويتها، وأوضح أن إسرائيل لا تحتاج إلى موافقة مصر على قرار إنشاء الجدار على اعتبار أنه سيكون في الجانب الإسرائيلي من الحدود. كذلك رحبت "اللجنة الخاصة لمشكلة العمال الأجانب" التي ضغطت من أجل إنشاء سياج حدودي مع مصر بقرار رئيس الوزراء ببناء الجدار الحدودي، وعلق رئيسها يعقوب كيتس عضو الكنيست، قائلا: "إن هذا السياج هو إنقاذ لإسرائيل". ويعتزم كيتس خلال الأيام المقبلة مواصلة متابعة الجهات المختصة لتنفيذ القرار. وكانت اللجنة قد حذرت مسئولين بمكتب رئيس الوزراء ووزارات المالية والدفاع والداخلية وممثلين عن الجيش الإسرائيلي من مغبة تسلل عشرات الآلاف من الإريتريين والسودانيين إلى إسرائيل. وسوف تقوم اللجنة بالبحث حول ما إذا كان مقترح الحكومة من شأنه أن يحل مشكلة التسلل، وكذلك مناقشة المشاكل المتعلقة بتهريب المخدرات إلى إسرائيل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صرح خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته أن إسرائيل ستواصل السماح بدخول طالبي اللجوء الذين يأتي معظمهم من دارفور، ونقل مسئول بارز عنه القول إن "إسرائيل ستسمح بدخول اللاجئين من مناطق النزاع، ولكن لن تسمح باستخدام حدودها لإغراق البلاد بالعمال غير الشرعيين". من جانبه، أكد إيلى يشاي وزير الداخلية الإسرائيلي أن بناء سياج فاصل بين مصر وإسرائيل سيمنع مئات الآلاف من الأفارقة من التسلل إلى إسرائيل. وأضاف في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "سأواصل النضال للحد من أعداد العمال الأجانب داخل إسرائيل، فأنا قلق على شعب إسرائيل. فالبيانات تشير إلى أن أغلبية المتسللين من دول العالم الثالث يدخلون إسرائيل من الجنوب، وأنهم يجلبون إلى إسرائيل سلسلة من الأمراض"، على حد تعبيره.
