يبدو أن رئيس الوزراء والمحافظين لا يعلمون قدر ومكانة حركة بيوت الشباب، وما تحمله من رسالة سامية، وما تدعو إليه من قيم تربوية تساهم في إعداد الشباب والنشء، ولا يعلمون أن أهم أدواتها لتحقيق رسالتها هو إنشاء وتوفير بيوت وأماكن إقامة بأسعار مناسبة ينزل فيها الشباب أثناء أسفارهم يتوافر فيها المناخ الملائم والقادة والبرامج اعتمادًا على شبكة بيوت الشباب المنتشرة في ربوع مصر، وتدريبهم على الاعتماد على النفس والنظام والطاعة والمشاركة في الخدمة العامة. ويبدو أن رئيس الوزراء والمحافظين ينكرون دور بيوت الشباب في ربط الشاب ببلاده وينكرون دورها في تنمية الوعي السياحي، وتنشيط السياحة الداخلية بين الشباب ذوي الدخل المحدود وتعريفهم بمعالم بلادهم وخصائصها الفريدة وتراثها التاريخي والعلمي والفني. والواضح أن لبعض المحافظين تجاه بيوت الشباب نوايا غير حسنة لا تنم عن أي حس أو شعور بالمسئولية تجاه الشباب وهؤلاء تفننوا في إلحاق الضرر ببيوت الشباب والعكننة عليها وعلى فئات عريضة من الشباب المصري والعربي ممن ينتمون إليها، وإرجاعها للخلف بقصد واضح وغير مبرر وبدلًا من أن يقدموا الدعم للشباب المصري ممثلًا في منح جمعية بيوت الشباب الأراضي والتسهيلات اللازمة لإقامة وإنشاء بيوت شباب جديدة، كما تفعل الحكومات في الخارج رأيناهم بالفعل يتصالحون ويقدمون التسهيلات لكبار لصوص الأراضي والعقارات ممن نهبوا خيرات مصر في الوقت الذي يستأسدون لحرمان الشباب من بيوت وأراض يعلمون تمامًا أنها ستكون نافذة ومتنفسًا لتفريغ طاقات الشباب ومركز إشعاع حضاري وثقافي. فكل محافظ من هؤلاء رأى أن إثبات وجوده لن يكون إلا على حساب بيوت الشباب إما بسحب أراضيها أو هدم بيوتها، ففعلها رئيس الوزراء السابق، ومحافظو الأقصر وأسوان ومطروح، وثلاثة محافظين متتاليين في السويس أولهم سيف جلال الذي تآمر مع صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب وقتها وهدم بيت الشباب وسحب الأرض المقام عليها مقابل أن تقوم المحافظة ببيع أرض بيت الشباب بالمزاد العلني، ومن ثمنها تقوم بتمويل مدينة شبابية بمنطقة عيون موسى للمجلس القومي للشباب وهو عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ليحرم شباب السويس من متنفسهم الوحيد ويحرم شباب مصر من التواصل معهم إلى أن قامت الثورة وجاء عبد المنعم هاشم محافظًا للسويس كأول محافظ بعد الثورة وتخيلنا أن عهدًا جديدًا بدأ حين قام بإرجاع الأرض مرة أخرى لبيوت الشباب لإعادة بنائها بنفس الموقع وكأنه يصالح شباب مصر كلها ولكنه تراجع بعد ذلك لتعرضه لضغوط لم يفصح عنها إلى أن جاء سمير عجلان المحافظ الحالي ليضع اللبنة الأخيرة في اغتصاب الحق في شباب السويس، ويطلب من جمعية بيوت الشباب إن كانت ترغب في وجود بيت شباب بالسويس أن تقوم بشراء الأرض بالمزاد في العلني مما يضع علامات استفهام لا نستطيع أن ندرك معناها!!!. ولعل بيوت الشباب بمصر خير دليل على أن ثورة لم تجن ثمارها حتى الآن وأنه لا فارق بين محافظ عينه الرئيس السابق مبارك، وثان عينه المجلس العسكري وثالث عينه الرئيس مرسي فحتى الآن لا جديد "أحمد زى الحاج أحمد"، وأدعو رئيس الوزراء ومحافظيه بالدخول إلى المواقع الإلكترونية لجمعيات بيوت الشباب في العالم ليعرف الفرق..؟ [email protected] البريد الإلكتروني