كانت بيوت الشباب من أكبر ضحايا فساد مبارك ونظامه، وكان معظم رموز هذا النظام يتمتعون بقدرة فائقة على الكذب واللعب بالشعارات ويتاجرون بالألفاظ ويدعون أنهم يسعون لتمكين الشباب وأنهم يشجعون انعقاد الجمعيات العمومية وأكثر من برع فى هذا من كان يتولى منهم أمر الشباب سواء كوزير أو كرئيس مجلس قومى، فكانوا يتظاهرون بأنهم مع الديمقراطية ومنح الشباب حقوقهم بينما هم يعملون لتمكين الحزب الذى يمثلونه فقط فتم إلغاء الجمعية العمومية لبيوت الشباب نهائياً واستبدالها بتعيين مجالس إدارات من محاسيب من حزبهم الحاكم وكأنها عزبة لهذا الحزب. وكان أبرز مستشارى السوء وترزية تفصيل اللوائح بوزارة الشباب محمد عبد العال رئيس جهاز الشباب فى عهد على الدين هلال لبراعته فى استغلال المواد سيئة السمعة بقانون الهيئات الشبابية والرياضية بنتائج داعبت الأهواء الفاسدة لوزير الشباب وقتها وتلاقت مع التزامه الحزبى الذى ذهب بمصر إلى الهاوية، وقد كوفئ بعد ذلك بعضوية مجلس الشعب المزور عام 2010 . وجاءت النتيجة المباشرة لغياب الجمعية العمومية بتأميم الجمعية لصالح محاسيب هذا الحزب فألحقوا بها الكثير من الدمار والخراب، بدءاً بالعبث بلائحة النظام الأساسى وإلغاء الانتخابات نهائياً واغتيال الجمعية العمومية تماماً وإنهاء دورها الرقابى وتعيين مجالس إدارات متعاقبة من محاسيب هذا الحزب معظمهم من غير أعضاء الجمعية ومنحهم اختصاصات الجمعية العمومية ليديروا الجمعية بأنفسهم ويمارسون دور الجمعية العمومية على أنفسهم ويحاسبون أنفسهم ويعتمدون بأنفسهم الميزانيات التى أعدوها بأنفسهم ويعينون بأنفسهم مراقب حسابات غير منتخب ليراقب عليهم مما أضاع على الجمعية فى ثلاث سنوات ونصف، عدة قطع من الأراضى الشاطئية فى مرسى مطروح وشرم الشيخ وأسوان وهدم بيتين من البيوت الكبرى ذات التاريخ العريق بالجمعية وهما السويس والأقصر وغلق بيت شباب الإسكندرية وتراجع عدد الأعضاء إلى مستوى متدن . وكان هذا دافعاً لتأسيس ائتلاف شباب مصر لإنقاذ بيوت الشباب من خلال مجموعة من الشباب ممن ينتمون لحركة بيوت الشباب يعرفون قدرها ويقدرون أهدافها ويسعون لنشر رسالتها وأبعادها عن براثن الحزب الحاكم ومحاسيبه وعودة جمعيتها العمومية مرة أخرى لممارسة مهمامها لتعيد دورها الرائد لخدمة الشباب فى مصر كأحد أهم الصروح الشبابية بمصر والعالم العربى . وبدأ الائتلاف فى التواصل مع الشباب المصرى والعربى من أعضاء بيوت الشباب فى الدول العربية بشتى الطرق باعتبار أن بيوت الشباب حركة عالمية ولجأنا للإعلام لمساعدتنا بقوة فى توصيل مأساة الجمعية للرأى العام والتوعية بأهميتها وتكاتف جميع القوى لإعادتها كما كانت وتعويض ما تم استنزافه من مقدراتها الفترة السابقة التى أثمرت تلك الجهود وانعقدت أول جمعية عمومية بعد الثورة . والمشهد المحير الآن هو أنه بالرغم من قيام ثورة أطاحت بحزب حاكم وأتت بحزب حاكم آخر وبرغم انعقاد الجمعية العمومية بإقبال رائع ممن تكبدوا عناء السفر من اثنى عشر محافظة والتى أسفرت عن انتخاب مجلس إدارة بإشراف قضائى يعبر وجوده عن إرادة الجمعية العمومية ويرتب لمركز قانونى قوى إلا أن وزارة الشباب لم تعتمد محضر الجمعية العمومية الذى يعبر عن إرادة الناخبين بالرغم من مرور أحد عشر يوماً حتى الآن فى علامة استفهام كبرى ؟!! [email protected]