فى قصة تذكرنا بوعد بلفور، تعرض بيت شباب السويس منذ ثلاث سنوات لمؤامرة كبرى اشترك فيها أحد أهم صنائع نظام المخلوع سيف جلال، محافظ السويس السابق، وصديقه صفى الدين خربوش الرئيس السابق للمجلس القومى للشباب، ومعهما مجلس الإدارة المعين لجمعية بيوت الشباب وقتها، والذى تم حله لمخالفات مالية وإدارية. فما حدث هو عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، فقد قام هذا المحافظ والذى عرف عنه أنه كان مستفزًا فى قراراته عنيفًا فى خصومته مع شعب المدينة بأكمله بسحب أرض بيت شباب السويس وهدم ما عليها من مبانٍ فى صمت مُخزٍ من مجلس إدارة بيوت الشباب وبرعاية مهندس التوريث صفى الدين خربوش؛ من أجل أن تُباع أرض بيت الشباب بالمزاد العلنى لمستثمرين لإقامة أبراج سكنية مقابل أن تقوم المحافظة بتمويل مدينة شبابية بمنطقة عيون موسى للمجلس القومى للشباب الذى سخره خربوش آنذاك من أجل التوريث، رغم أن الأرض ليست ملك المجلس القومى للشباب، ليحرم شباب السويس من متنفسهم الوحيد، ويحرم شباب مصر من التواصل معهم، ويغلق باب رزق كبير لسكان المنطقة من ناتج التسوق من نزلاء البيت المصريين والأجانب. فأراد الله ألا تكتمل هذه المؤامرة، ولم يتم بيع الأرض حتى اندلاع الثورة، وأن يكون هذا المحافظ بالتحديد أحد أهم أسباب استبسال أهالى السويس، فكان يمكن أن تنطفئ شمعة الثورة فى مصر كلها لولا استمرار أهل السويس فى ثورتهم، فكانوا الأعنف فى خصومتهم مع النظام السابق بسبب هذا المحافظ الذى أذاقهم صنوف العذاب. وبعدها تولى أمر السويس المحافظ عبد المنعم هاشم، الذى كان لزامًا عليه أن يعوض أهل السويس عن حقبة سوداء يتمنى أهل السويس نسيانها، فاستجاب لطلبات شباب الثورة المتعددة بإرجاع الأرض مرة أخرى لبيوت الشباب، وإعادة بنائها بنفس الموقع، وكأن الرجل يصالح شباب السويس التى تلقب ب "سيدى بوسعيد مصر" بأن يعود إليها بيت الشباب ليعوض شبابها عن فساد عصر المخلوع، فأبدى كتابةً استعداده الكامل لتذليل كل المصاعب وتسهيل الإجراءات فى أكثر من خطاب رسمى لجمعية بيوت الشباب وللمجلس القومى للشباب. وما حدث بعد ذلك كان فى منتهى الغرابة، فقد رفض المحافظ تسليم الأرض لبيوت الشباب وذكر فى خطاب رسمى آخر أنه سيسلمها للمجلس القومى للشباب، ثم عاد مرة أخرى ووجه خطابًا رسميًا جديدًا لبيوت الشباب انتهى فيه إلى عدم إرجاع الأرض، وهذا يجعلنا نتساءل هل تعرض عبد المنعم هاشم لضغوط من رجال سيف الدين جلال لسحب الأرض مرة أخرى لتذهب بالمزاد العلنى لرجال الأعمال كما كان مخططاً من قبل؟ أم أنه ليس صاحب قرار فى محافظة السويس وهو المحافظ؟ وهل صدور خطابات رسمية بتوقيع المحافظ وعلى مطبوعات المحافظة يمكن أن يكون من باب التهريج؟ ونشهد أن المجلس القومى للشباب حاول التدخل لحل المشكلة دون جدوى مع محافظ لا يحترم تعهداته المكتوبة ولا يقيم وزنًا للشباب. ونستغيث بالرئيس محمد مرسى ليعيد بيت شباب السويس، ويلزم هذا المحافظ باحترام تعهداته المكتوبة أو إقالته من منصبه فورًا حتى لا يفقد المنصب مصداقيته. [email protected]