وقفة احتجاجية أمام الكاتدرائية.. ومسيرة قبطية لوزارة الدفاع تطالب بنزول الجيش سادت حالة من الهدوء الحذر محيط كنيسة «مارى جرجس» بالخصوص بمحافظة القليوبية بعد اشتباكات طائفية دامية، راح ضحيتها 6 أشخاص وإصابة العشرات، فيما كثفت قوات الأمن من تواجدها وفرضت سيطرتها الكاملة على منطقة الخصوص دون مناوشات، في ظل محاولات القوى السياسية لوقف أحداث الفتنة واحتواء الأزمة. وشيع الآلاف من الأهالى جثمان الطالب محمد محمود الذى لقى مصرعه خلال أحداث أمس، وسط حشود كبيرة من المسلمين، كما تم تشييع جثامين الضحايا المسيحيين من الكاتدرائية بالعباسية. وكشف تقرير الطب الشرعي، بعد عملية التشريح جثامين أربعة أقباط بمستشفى المطرية مساء أمس، أن مقتل الأقباط الأربعة كان سببه رصاص حي من مقذوفات "دخول وخروج" في الجثامين، عدا شخص واحد استقرت إحدى الطلقات في جسده، وتم التحفظ عليها لمعرفة نوعها. وأكد الأطباء، أن الطلق الناري، من مسدس يرجح أن يكون سلاحا آليا أو قناصة، والأرجح أنه قناصة، وأن الرصاص الذي قتل به الأقباط، جاء من أعلى إلى أسفل، واخترق الجزء العلوي للجسم في الرأس أو القلب أو الوجه، كما حدث مع مرزوق عطية الذي أصيب بطلق نارى في الوجه، واخترق الظهر، أما مرقص كمال، فأصيب بطلق ناري في القلب، وفيكتور سعد منقريوس، بطلق ناري في الرأس "داخل وخارج"، وعصام رزيق زخاري، بطلق ناري في الوجه "داخل وخارج" وآخر بالكتف الأيسر، وثالث بالكتف الأيمن. واستخرج الأطباء، المقذوف الوحيد من جسد مرقس كمال؛ لمعرفة نوعه ونوع السلاح الذي أطلق منه، ووضعه في التقرير النهائي. وعقب الانتهاء من التشريح، صدر قرار النيابة بتصريح الدفن، واتجهت أسر الضحايا لإقامة مراسم الدفن بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حسبما أكد مينا ثابت، عضو اتحاد شباب ماسبيرو. وقرر عدد من الأقباط تنظيم وقفة احتجاجية أمام الكاتدرائية عقب الصلاة، ومسيرة جنائزية إلى وزارة الدفاع بالعباسية؛ لمطالبة وزير الدفاع بنزول الجيش لحماية الأقباط، ومطالبة النائب العام بفتح تحقيق في أحداث الفتنة الطائفية بالخصوص، والسماح بوضع شركات حراسة خاصة على الكنائس. وشارك في تشييع ضحايا الأقباط رابطة ضحايا الاختطاف والاختفاء القسري، وعدد من الحركات القبطية والقوى الثورية والسياسية. ومن جهته، أكد الدكتور محمود عزب، ممثل بيت العائلة المصرية ومستشار شيخ الأزهر، أنه تم تكليفه من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر بعقد لقاء مع الأطراف المختلفة عقب اشتباكات الخصوص. وأشار عزب، عقب لقائه بالقوى المختلفة بالخصوص والأطراف المتنازعة، إلى أنه تم الاتفاق على متابعة نتائج التحقيقات ومراقبتها والالتزام بما ستسفر عنه من نتائج وتحديد موعد خلال أسبوعين للقاء الأطراف المختلفة، وأكد أن العقل هو الذى سيحكم الأمور ويحل المشكلة. وأضاف، عقب لقائه بعدد من ممثلى القوى السياسية بكنيسة ماري جرجس بالخصوص لاحتواء الأزمة الناشبة فى المدينة، عقب الاشتباكات بحضور اللواء مليجى فتوح نائب مدير أمن القليوبية والنائب أسامة فكرى عضو مجلس الشورى، والنائب عبد الله عليوه، وعدد من ممثلي القوى السياسية والشعبية، وممثل الكنيسة الأنبا سيريال وقيادات الإخوان وأعضاء حزب الحرية والعدالة والنور والوطن والراية والعديد من كبار شخصيات الخصوص لنزع فتيل الأزمة الحالية بالخصوص فى إطار جهود التهدئة، أنه سيتم تحديد موعد للقاء الأطراف المختلفة خلال أسبوعين لوضع حل نهائى لأى صدام بالمنطقة. وقال عزب إن أصحاب المشكلة الأساسيين انصرفوا، وقيادات الكنيسة قامت بتهدئة الشباب الأقباط للوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف، وقال: لن نسكت حتى تستقيم الأمور وتستقر الأوضاع. وأوضح أن بيت العائلة المصرية يهدف لضبط الخطاب الدينى واستعادة القيم الدينية الصحيحة وحل المشاكل بشكل جذرى وعدم التقليل من شأن المشكلات أو تضخيمها دون تجاهلها أو الاعتراف بها، لافتا إلى أن بيت العائلة سيقوم بالتصدى للمشاكل المختلفة لنعود للتعايش السلمى. من جانبه، أكد اللواء محمد القصيرى، مدير المباحث الجنائية بالقليوبية، أن الحالة الأمنية بمحيط كنيسة «مارى جرجس» هادئة، ولم تحدث أية اشتباكات جديدة، مشيرا إلى أن قوات الأمن متمركزة بمدينة الخصوص، تحسبا لحدوث أى تطورات للموقف، مناشدا بعض الوسائل الإعلامية التى تنشر أخبارا من شأنها إثارة الفتنة التهدئة. من جهته، صرح عبد الجواد محمد حسن، ناظر المعهد وسعيد عبد الفتاح شيخ المعهد، بأنه لم يتلق أى إخطار بغلق المعهد والدراسة مستمرة، وأن الأزهر بعيد كل البعد من هذه الأحداث وهيئة التدريس بكامل طاقتها موجودة بالمعهد، مشيرا إلى عدم تواجد الطلبة بالمعهد خوفا من الأحداث الجارية. وأوضح أنه منذ الصباح جاء حوالى 120 طالبا من إجمالى عدد طلاب المعهد ال 645 طالبا، ولكن تم التنبيه بالميكروفانات فى جميع أنحاء المنطقة، أن الدراسة سوف تبدأ من غد. وكانت منطقة الخصوص قد شهدت أحداثاً مؤسفة ومشاجرات بين مسلمين ومسيحيين، إثر مشادة بين مسلم ومسيحى، بسبب رسوم مسيئة، تطورت لمعركة بالأسلحة النارية والبيضاء، مما أسفر عن مصرع طالب مسلم، و4 مسيحيين، وإصابة العشرات من الجانبين. وأشار شهود عيان إلى حشد الطرفين المسلمين والمسيحيين أنصارهما، بجوار كنيسة «مارى جرجس» الرئيسية خلف مجمع المدارس الثانوى، وتطور الأمر لإحراق منزل سمير إسكندر، فيما رد المسيحيون بإطلاق الرصاص عليهم من فوق أسطح المنازل. وتدخلت قوات الأمن بين الطرفين، وتمكنت قوات الدفاع المدنى من إطفاء النيران قبل امتدادها إلى المنازل المجاورة، وفرقت الأهالى من الطرفين بواسطة القنابل المسيلة للدموع. وتوافد مئات من الشباب المسيحي أمام كنيسة «مارى جرجس» بالخصوص، من أجل حمايتها تحسبًا لوقوع أي اعتداءات عليها، وردد الشباب المتواجد في محيط الكنيسة، هتافات منها: "مسلم ومسيحي إيد واحدة"، و"ارفع راسك فوق إنت مصري"، و"مصري يعني قبطي"، و"يا أبو دبورة ونسر وكاب إحنا إخواتك مش إرهاب"، و"ضربوا أخويا بالبندقية ألف سلامة وألف تحية لشهداء الأرض دية"، و"صور ذيع حق القبطي مش هيضيع".