أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الدول العربية لن تقبل باتفاق سلام بدون القدس التي احتلت عام 1967، ولن تقبل بأن تُصطنع قدس أخرى، ودعا حركة "حماس"، في أول انتقاد صريح لها إلى التوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية التي أعدتها مصر، منوها بتوقيع حركة "فتح" عليها. ووصف موسى في كلمته أمام جلسة البرلمان العربي الانتقالي أمس الانقسام الفلسطيني بأنه كان بمثابة طعنة للقضية الفلسطينية، داعيا لسرعة المصالحة وعدم طرح حجج لتأخير المصالحة، وعدم الوقوف أمام تفصيلات "تافهة"، وأردف "كل الأمور والتفصيلات والاقتراحات في نظر التاريخ تافهة، إذا قورنت بانقسام الصف، وحين تُعرف التفصيلات سوف تعرف كم هي تافهة هذه الخلافات"، وتابع قائلا: "لا يرى أحد من المتابعين أي سبب لهذا النزاع وهذا الانقسام". وأشاد موسى بإصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على وقف الاستيطان، ووقف التهويد في القدس، وكافة الممارسات لتي تتخذ ضد المدنيين في المدينة المقدسة، ووصفه بأنه موقف وطني مهم، لأن بداية التنازل هو التفاوض مرة أخرى بينما تستمر إسرائيل في ممارستها في الأراضي العربية المحتلة. ونوه موسى بتمسك العرب والمسلمين وكذلك المسيحيين بالقدس، مشيرا إلى مواقف منظمات مهمة على رأسها الإتحاد الأوروبي حيث تقدمت السويد بطلب اعتماد القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وأن تتوقف الإجراءات التي تمس بحاضر ومستقبل القدسالشرقية، وقال إن هذا تطور مهم، وعلينا كمواطنين العرب أن نصر على الحفاظ على هوية القدس وتأكيد أن السلام يرتبط بمصير القدسالشرقية كما احتلت عام 1967 . وأشار إلى أن الجامعة العربية ومعها عدد من الدول العربية ذهبت لمحكمة العدل الدولية لتصدر رأيها القانوني بأن الجدار العازل غير شرعي، وكذلك المستوطنات التي لا يجوز الاعتداد بها في أي تسوية، ورأى أن هذا يمثل نجاحا كبيرا في العمل السياسي العربي ضد الاحتلال، وشكل نقطة أساسية في المقاومة العربية السياسية الدبلوماسية ضد الاحتلال، وصدق على هذا الرأي أغلبية الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولفت إلى أنه رغم عدم تنفيذ هذا القرار فإنه وثيقة أساسية توضع على مائدة التفاوض، فدور هذا الرأي القانوني قائم وقادم. وتطرق موسى إلى الوضع الراهن، قائلا: إننا نمر بمرحلة ضبابية بسبب التعنت البالغ من جانب إسرائيل لكن أيضا بسبب الانقسام الفلسطيني الذي طعن القضية، وحث البرلمان العربي الانتقالي الذي نظم هذه الفعالية على أن يطلب مطالبا محددة من مجلس الجامعة العربية، فيما يتعلق بالقدس، وسبل التعامل مع الاحتلال والتعنت الإسرائيلي والموقف الدولي . وقال إنه يجب أن تكون هناك توصيات لازمة وعملية، وليس مجرد دعم شفوي أو إدانة، وأن يقف البرلمان على كل النقاط، مشددا على أن التسوية لا يجب أن يكون فيها أي تنازل يخل بأركان حقوق الشعب الفلسطيني. وحيا موسى صمود أهل القدس، معربا عن احترامه لموقفهم، وتاريخ نضالهم، وناشدهم أن يظلوا صامدين في مواجهة الممارسات الإسرائيلية، مشددا على ضرورة الوقوف معهم سواء في البرلمان العربي، والجامعة العربية.