أكد البرلمان العربي الانتقالي رفضه للحصار الصهيوني علي القدس والمسجد الأقصي, فيما أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي أن العرب لن يقبلوا باتفاق سلام بدون القدس التي احتلت عام1967. وحمل البرلمان العربي, في بيان أصدره في جلسته الخاصة أمس خلال دورته العادية الثانية المستأنفة بالجامعة العربية تحت عنوان يوم القدس والمسجد الأقصي إسرائيل المسئولية الكاملة عن التداعيات المترتبة علي سياساتها وممارساته العنصرية. وأعلن البرلمان العربي تأييده للتحرك العربي الداعي إلي طلب عقد جلسة خاصة وعاجلة للجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في الموقف الخطير الناتج عن الاعتداءات المتكررة للكيان الصهيوني وبصفة خاصة الحصار الجاري علي المسجد الأقصي واستمرار عمليات الحفر تحته بزعم البحث عن الهيكل المزعوم واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني من الاستعمار الاستيطاني. ودعا لجنة المتابعة العربية الوزارية لجامعة الدول العربية لاتخاذ موقف حاسم ونهائي لمصير مبادرة السلام العربية حيث لم يعد مقبولا أن تبقي مطروحة إلي ما لا نهاية. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي قد أكد في كلمته أمام جلسة البرلمان العربي الانتقالي أمس أن الدول العربية لن تقبل باتفاق سلام بدون القدس, ولن يقبلوا بأن تصطنع قدس أخري ودعا موسي حماس, في أول انتقاد صريح لها, الي التوقيع علي وثيقة المصالحة الفلسطينية التي اعدتها مصر, منوها بتوقيع فتح علي هذه الوثيقة. وقال إن الانقسام الفلسطيني طعن القضية الفلسطينية طعنة لا نريدها, داعيا لسرعة المصالحة وعدم طرح حجج للتأخير. وحث موسي البرلمان العربي الانتقالي الذي نظم هذه الفعالية علي أن يطلب مطالب محددة من مجلس الجامعة العربية, فيما يتعلق بالقدس, وسبل التعامل مع الاحتلال والتعنت الإسرائيلي والموقف الدولي. وبدوره, أكد رئيس مجلس الشعب الدكتور احمد فتحي سرور ان موقف بلاده تجاه السياسات الاسرائيلية في القدس اتسم بالوضوح والمساندة الفعالة من منطلق الحفاظ علي عروبة القدس ومكانتها في العالمين العربي والاسلامي, حيث اكد اعتبار القدس مدينة عربية محتلة وجزءا من الضفة الغربية لنهر الاردن, ومن ثم يجب أن تكون القدس العربية تحت السيادة العربية وأن يحق للفلسطينيين في القدس العربية ممارسة حقوقهم الوطنية المشروعة باعتبارهم جزءا من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. وقال سرور إنه تماشيا مع موقف مصر الثابت تجاه مسألة القدس وتأكيدا لعروبتها, تؤكد مصر دائما أن القدس كلها مدينة عربية محتلة يجب ردها الي العرب مع الاعتراف بحقوق الطوائف الدينية الأخري فيها, مشيرا الي ان اتفاقية كامب ديفيد نصت علي اعتبار القدسالشرقية جزءا لا يتجزأ من الضفة الغربية. وأضاف أنه تأكيدا لموقف مصر الثابت إزاء القدس والذي يقوم علي الحيلولة دون المساس بوضعها الديني والسياسي, رفض الرئيس حسني مبارك زيارة القدس مع تمسك اسرائيل بموقفها بالنسبة للمدينة, واكد في كل تصريحاته الخاصة بالقضية الفلسطينية علي اثبات الحق الفلسطيني والعربي في القدس وعدم الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل. وبدوره, حث شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي الفلسطينيين علي التوحد والمصالحة, مشيرا الي واقع المسلمين بصفة عامة والفلسطينيين بصفة خاصة قائلا اننا نري واقع المسلمين دولا تتنازع, ونري اخواننا في فلسطين في موقف لا يسر صديقا, ما نراه من منازعات, لن تستطيع امة تنتشر فيها الخلافات وسوء الظن فيما بينهم ان تنتزع حقوقها, لأن الله له سنن, لا تتخلف. وأكد ان النصر قريب متي تسلح الذين يريدون الوصول لحقوقهم بالتعاون والتكاتف والاتحاد والاخذ باسباب القوة والفهم السليم للامور والتي تجعل اسباب الامة كل صاحب حق ان يتنازل لحق لاخيه اما التنازع والشقاق فمصيره الفشل. واشار شيخ الازهر إلي ان مدينة القدس اسم سجله التاريخ في صفحة مشرقة مدينة هي رمز للطهر والنقاء والسلام والوئام. ومن جانبه, طالب رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الاقصي الشيخ عكرمة صبري الدول العربية والاسلامية بتخصيص ميزانية سنويا لمدينة القدس لا تقل عن500 ميلون دولار في مواجهة الممارسات الاسرائيلية.