كتب : ناصر رضوان كان آية الله منتظري أحد مساعدي الخميني البارزين في ثورته 1979م وعندما أحس الخميني بعلو نجم منتظري بعد نجاح ثورته وكان منتظري الأداة التي يتم بها قمع أي معادي للثورة حتى وُصف منتظري برجل الدم الأول في إيران بل كانت له طرق وحشية في معاملة مخالفيه منها الجلد والحرق والصدمات الكهربية و التجويع مدة طويلة و نزع الأظافر ومنها إطلاق الرصاص على أعضاء المرأة التناسلية و التسبب في إدمان المورفين : يحقن السجين بانتظام بالمورفين ليدمن السجين المادة المخدرة . ثم فجأة يوقف الحقن ، لتترك الضحية تعاني آلام البرد الموجعة ، وقد مورس هذا اللون من التعذيب جماعياً مرة على مجموعة من النساء في سجن (( ايفين )) بطهران و إغتصاب الرجال في السجون ، و إغتصاب النساء أحياناً أمام أعين صديقاتهن وأزواجهن. حتى وصل به الإمر إلى إصدار فتوى عام 1981 بجواز إغتصاب السجينات المحكوم عليهن بالإعدام وكان من نص الفتوى ((..إن الفتيات الأبكار يجب أن يتزوجن بالقوة من الحرس لحظة إعدامهن ، وذلك حتى يسمح لهن الدخول إلى السماء ((!! وغير ذلك من وسائل التعذيب الذي تفنن في إبتداعها بناء على أوامر الخميني أحيانا ومن أجل إرضاؤه وإثبات الولاء للإمام أحيانا أخرى حتي وصل بهذه الطرق الدموية لقلب الخميني لحد وصفه بخليفته ولكن الوشاة والجواسيس الذين كان ينشرهم الخميني حتي على أقرب أعوانه هو ما دعاه لعزله فيقول منتظري في مذكراته : «لم أكن يوماً بعيداً عن الامام والثورة وكنت اعتبر نفسي دائماً جزءاً من الثورة ولم يدر يوماً في رأسي موضوع القيادة، ولم اكن احب ان اجلس يوما مكان الامام بعد وفاته. ولكن اولئك الحاقدين علي كانوا يعتقدون انني اطمع بالقيادة، وحتى الآن هم لديهم هذا التفكير. انا لم ابتعد يوماً عن الامام. وقبل الثورة عندما كان الامام في الخارج وانا في الداخل كنت اقود الامور في الداخل بدل الامام ولم اكن افكر يوماً بأن اقف ضد الامام ولكن الشياطين أبعدوا الامام عني» ويقول أيضا : «ان اولئك الذين أرادوا ضرب الجسور بيني وبين الامام نجحوا في ذلك لأنهم كانوا يدركون تماماً بأن وجودي سيضرب مصالحهم ولذلك جعلوا من الامام متراساً ليدافعوا عن منافعهم الدنيئة الخسيسة، وبقاؤهم في السلطة يستلزم تدميري وإبعادي عن الامام». وفي مذكراته التي نشرها قبل مدة و المحظورة في بلاد الفرس إيران عن واقعة حدثت خلال موسم الحج عام 1986، عندما كشفت سلطات الأمن بمطار جدة خمسين كيلوغراماً من مادة سيمتكس الشديدة الانفجار مخبأة في حقائب خمسين حاجاً جاءوا إلى السعودية ضمن حملة حج إيرانية جميع زوارها من مدينة أصفهان. وتبين خلال التحقيق مع الزوار المعتقلين انهم أبرياء ولا علاقة لهم بتلك المتفجرات فهم من الفلاحين والعمال والنساء والشيوخ. وقد اعترف رئيس الحملة بأنه سلم الحقائب إلى الزوار بعد تسليمها إليه من قبل مسؤولي مديرية الحج في أصفهان ، ورغم اكتشاف المتفجرات، فقد سمحت السلطات السعودية بأن يؤدي أعضاء الحملة مناسك الحج وان يعودوا إلى إيران بعد عيد الأضحى. وبعد حوالي سنة من الحادث، اتهمت سلطات الأمن الإيرانية مهدي هاشمي، شقيق صهر آية الله منتظري والرئيس السابق لمكتب دائرة الحركات التحررية في الحرس الثوري، بأنه كان وراء إرسال الحقائب المليئة بالمتفجرات إلى السعودية ، وإحدى الجرائم التي صدر حكم الإعدام بحق مهدي هاشمي بسبب ارتكابه لها، كانت "السعي لإثارة الفتنة في علاقات إيران مع الدول الإسلامية بتهريب المتفجرات إلى السعودية في حقائب الزوار الأصفهانيين"!! وبعد 13 عاماً من إعدام مهدي هاشمي، يكشف آية الله منتظري في مذكراته أن شقيق صهره لم يكن وراء تهريب المتفجرات إلى السعودية، بل إن جهات في وزارة الاستخبارات الإيراينة أقدمت على ذلك. وقد أعدم هاشمي لأنه كشف عن زيارة مكفارلين مستشار الرئيس الاميركي الأسبق رونالد ريغان لطهران!!. وبعد إبعاد منتظري قبل أشهر من وفاة الخميني في عام 1989، وأمره الخميني بالابتعاد عن السياسة والتركيز بدلا من ذلك على التعليم في مدينة قم. ولكن ورغم ذلك واصل منتظري اعتراضاته العلنية على النظام. كما شكك منتظري بالمؤهلات الدينية للمرشد الحالي علي خامنئي، ما اعتبر خيانة ادت الى فرض الاقامة الجبرية عليه في عام 1997. وازيل عنه ذلك الاجراء بعد خمس سنوات لاسباب صحية خلال رئاسة الرئيس السابق محمد خاتمي حتى لبس منتظري زي المصلحين فقامت حرب الكترونية عبر شبكة الانترنت بينه وبين علي خاتمي وبدأت هذه المبارزة الالكترونية بعد نشر منتظري مذكراته التي غطت 600 صفحة على شبكة الانترنت وجاء رد خامنئي عندما ظهر موقع مزيف باسم منتظري على الانترنت، ليتهم منتظري بالمشاركة في كل القرارات المهمة التي صدرت عن النظام في ما يخص مواصلة الحرب ضد العراق وتنفيذ حملة الاعدام الجماعية ، وكان خامنئي قبل ذلك قد طلب من السلطات التشويش على موقع منتظري الذي نشر فيه مذكراته، غير ان ذلك كان صعبا من ناحية فنية ومكلفا من ناحية مادية. بعدها تمت الموافقة على فكرة اقامة موقع مناوئ لمنتظري يحمل اسمه بفارق حرف واحد في الكتابة الانجليزية لموقع منتظري ورغم ان تصريحاته نادرا ما كانت تنشر في الصحف الايرانية، الا ان اراءه والمقابلات التي كانت تجري معه كانت تنشر على موقعه الرسمي على الانترنت وكذلك في وسائل الاعلام الاجنبية وتلك المتحدثة باللغة الفارسية خارج ايران. ولم تذكر وكالة الانباء الايرانية لقب "اية الله العظمى" في نقلها خبر وفاته، واكتفت بالقول "حسين علي منتظري توفي". وقالت في السيرة الموجزة التي اعدتها عن منتظري انه كان "شخصية دينية محركة لمثيري الشغب في الحوادث التي اعقبت الانتخابات، ورحبت وسائل الاعلام المعادية للثورة بتصريحاته التي لا اساس لها". وذكر التلفزيون الايراني على موقعه ان "اية الله حسين علي منتظري توفي بسبب المرض والخرف .. في مدينة قم". فهذه جوانب من حياة منتظري الذي باع آخرته ليشتري دنيا الخميني فخسر الخميني وحسر آخرته إن مات على معتقده ولم يتب . [email protected]