خيمت حالة من الهدوء التام على ميدان التحرير، صباح السبت، عقب انتهاء مليونية "مبنتهدتش"، التي دعا إليها عدد من القوى الثورية اعتراضًا على قرار النائب العام بضبط وإحضار عدد من النشطاء السياسيين بتهمة التحريض على العنف فى أحداث المقطم، ورفض تهديدات الرئيس محمد مرسي فى خطابه الأخير. وغابت التظاهرات المناهضة للرئيس وجماعة الإخوان المسلمين عن ميدان التحرير، وسط قلة عدد المعتصمين بالصينية الوسطى، بعد نصب 6 خيام جديدة للاعتصام بعد حرق الخيام من قبل مجهولين اقتحموا الميدان، وأضرموا النيران بها في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي. وشهد الميدان سيولة مرورية من كافة الاتجاهات بعد فتح جميع مداخله، وإزالة الحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة في ظل غياب رجال المرور. وعاد الهدوء إلى ميدان سيمون بوليفار وكورنيش النيل، بعد قيام عدد من المتظاهرين مساء الجمعة، بإلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة على قوات الأمن المتواجدة خلف الجدار الخراساني بمحيط السفارة الأمريكية، وقاموا بقطع طريق الكورنيش والاعتداء على السيارات المارة بالحجارة في محاولة لاستفزاز قوات الأمن. كما توافد مئات المواطنين على مجمع التحرير لإنهاء مصالحهم وسط انتشار الباعة الجائلين أمام المجمع للترويج لبضاعتهم. وقال محمد عطيان الشهير ب"أبو الثوار": لم يغصبنا أحد على فتح ميدان التحرير، ولو أراد المعتصمون إغلاقه فلن يقف أحد أمام إرادتنا التي استطاعت إسقاط الطاغية حسني مبارك، مؤكدًا أن المعتصمين توصلوا إلى اتفاق مع أهالي عابدين وأصحاب المحال على فتح الميدان، حتى لا تتعطل مصالح الشعب خصوصًا بعد الاشتباكات التي وقعت بين المعتصمين وأصحاب المحال، متهما وزارة الداخلية وجماعة الإخوان بالغدر واستخدام العنف ضد الثوار، الذين يؤكدون دائما على سلمية الثورة، مؤكدا أن أحدا لن يستطيع قهر إرادة الثورة وحرق خيام المعتصمين. وكانت اشتباكات عنيفة قد وقعت بين معتصمي التحرير وبين أصحاب محال وسط البلد ومول البستان، تبادل الطرفان خلالها إطلاق أعيرة الخرطوش والزجاجات الفارغة، بسبب غلق الميدان بما يؤثر على حركة البيع والشراء، كما تم التعدي على بعض المحال وتكسير واجهتها وسط حالة من الكر والفر بين الجانبين استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء الجمعة قبل أن يعود الهدوء للميدان مرة أخرى.