قرر اتحاد الأطباء العرب، التكفل بعلاج المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، الذي سبق وان أعلنت إنها لا تملك تكاليف علاجها من بعض الأمراض التي تعاني منها، ومنها مرض القلب. وقال الدكتور جمال عبد السلام، مدير العلاقات الخارجية بالاتحاد، الذي يتخذ من القاهرة مقرا له، إنها أجرى الاتصالات اللازمة لاستقدام المناضلة الجزائرية إلى مصر وعلاجها على نفقة اتحاد الأطباء العرب. وأوضح عبد السلام في تصريحات صحفية الثلاثاء (22/12) أن الاتحاد ينتظر ردا من المناضلة على عرضه لعلاجها "باعتبارها رمزا للنضال العربي ضد الاحتلال الفرنسي لبلادها الجزائر. يذكر أن بوحيرد، أطلقت منذ أيام نداء استغاثة لعلاجها، بطلب المعونة من الشعب الجزائري ليساعدها في دفع تكاليف العلاج بالخارج، من عدة أمراض تعاني منها وعلى رأسها مرض في القلب. وجميلة بوحيرد، تبلغ من العمر 74 عاما، وهي مجاهدة الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي، في منتصف القرن الماضي. ولدت بوحيرد في حي القصبة بالجزائر العاصمة عام 1935، وكانت الشقيقة الوحيدة لسبع أخوة لها. وانضمت بوحيرد، إلى جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي، وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين، وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1. وتم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف، و القي القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب من صعق كهربائي لمدة ثلاثة أيام بأسلاك كهربائية. تحملت جميلة بوحيرد التعذيب ولم تعترف على زملائها، بحسب الوثائق الفرنسية، ثم تقرر محاكمتها صورياً وصدر ضدها حكم بالإعدام ،وجملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك "أعرف إنكم سوف تحكمون علي بالإعدام، لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم .. ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة". وبعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا، وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية المحررين عام 1962 لتصبح بذلك رمزا من رموز النضال العربي والجزائري.