ما أجمل أن يكون لك مبدأ وضمير صلب، والأجمل أن يستمر ذلك المبدأ ويخلد الضمير يقظا، من دون أن ينحني أمام طوفان المصالح الشخصية، أو يستسلم لمرحلة «اللعب مع الكبار»! أردت أن أبدأ بتلك الكلمات حينما أقدم لكم نموذجا إعلاميا مشرفا في وقت داست فيه أقدام إعلاميين على ميثاق الشرف الإعلامي، وانُتهكت الأعراض الإعلامية على شاشات الفضائيات، ولوثت مسامع المشاهدين ببذاءة الألفاظ التي يقدم بها الحدث الإعلامي في بعض القنوات والبرامج . كان الإعلامي المتميز أحمد المسلماني يقدم رسالته الإعلامية والوطنية بشفافية ووطنية صادقة، كان ومازال لسانه يعف عن الخوض في زملائه الإعلاميين، وعقليته المليئة بالأفكار السياسية تترفع عن أن تدخل في معارك شخصية تشغله عن طموحاته الوطنية ومسيرته التنموية الفكرية الإبداعية. في وقت الاصطياد في الماء العكر واتجاه بعض الإعلاميين إلى شحن الجماهير وتصعيد حالة البلبلة السياسية وأزمة الثقة بين الشعب والمجلس العسكري وبين الثوار والبرلمان، التزم المسلماني الحيادية وقدم في خطابه الإعلامي الداء والدواء، وعوار النخبة ومميزاتها، وكان ينقي الماء العكر ليصطاد حلولا منطقية ويقدمها في طبق إعلامي نظيف. انفرد المسلماني بلهجة الخطاب القوي الممتنع، فكان يمتلك الهدوء والشجاعة في الوقت ذاته، وهذا يرجع إلى أنه كان يتحدث بلغة العقل، ولا يعطي مجالا لعاطفة تنفذ من خلالها أهواء وانتماءات أعتقد أن أيديولوجيته هي «تعامل مع نقد للآخرين مثلما تتعامل مع نقدك لنفسك». يمتلك المسلماني ضميرا مهنيا يحول دون أن يكذب أو يتجمل أو ينتقد دائما أو يعارض دائما، فهو الذي انتقد د.محمد مرسي مثلما انتقد الفريق شفيق بنفس الحدة، لقلقه من سيطرة الإخوان أو الفلول، وبنفس الدرجة عبّر عن ابتهاجه بالرئيس محمد مرسي، حينما استقال من جماعة الإخوان، وبدأ يتحدث عن إرادة الشعب ومبادئ الثورة وأمام الجماهير، وكان منصفا في الدفاع عن هيبة الدولة، بقدر إنصافه في التحدث عن مشروعية مطالبة المواطنين بحقوقهم. لذا أرى أن الكاتب أحمد المسلماني عقلية جديرة بأن تستغل في بناء النظام السياسي الجديد، بعد نجاح أول رئيس منتخب في تاريخ مصر. a'[email protected] وللأفكار ثمرات مادام في العقل كلمات وفي القلب نبضات.. ومادام في العمر لحظات أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]