يشهد اتحاد شباب ماسبيرو الذي يتألف من عدد من الناشطين الأقباط خلافات حادة بين أعضائه حول عدد من القضايا؛ أبرزها قضية دعم "تنظيم بلاك بلوك" المحظور، بعد انسحاب رجل أعمال يعد من أكبر مموليه احتجاجًا على دعم الميليشيا المتورطة في عمليات حرق واعتداءات. وبرزت الخلافات عقب ظهور تنظيم "بلاك بلوك" المحظور قانونا وقيام عدد كبير من أعضاء الاتحاد بدعمه ماديا ومعنويا وتزويده بالمال والمعلومات والأدوات التى يستخدمها فى أعمال العنف المتكررة، خاصة فى أحداث المقطم الأخيرة، وهو الأمر الذى رفضه بعض الأعضاء، وخاصة الممولين. وأسفرت الخلافات عن انقسام الاتحاد إلى فريقين: الأول يرى ضرورة أن يكون اتحادا سياسيا عاما لا ينتمى لفصيل محدد، بينما يفضل الفريق الآخر أن تقتصر عضويته على النشطاء الأقباط، وأن يدعم ويساند كافة الحركات الثورية المناهضة لحكم الإخوان حتى يتم إسقاط النظام. وتجددت الخلافات عقب حرق مقر الاتحاد خلال الأيام الماضية، وعقب التعدى على منزل أحد قيادات الاتحاد بالأسلحة، على خلفية أزمة بين عضو مجلس شورى قبطى وأحد أعضاء الاتحاد حول "صفقة سلاح"، قام الثانى على إثرها بالتعدى على منزل الأول، والذي رد على ذلك بخطف عضو الاتحاد وتعذيبه لتعديه على منزله. أما الخلاف الأكبر فقد اندلع حول شخصية أندراوس عويضة – المنسق العام لاتحاد شباب ماسبيرو، والذى تردد حصوله على مكاسب سياسية جراء توليه أمانة حزب "المصريين الأحرار" بالزيتون، والذى استغل أزمة ابنته الطالبة فى الابتدائية فى إحدى المدارس، وقام بتنظيم مظاهرة ضد وزير التربية والتعليم. ومن أبرز الأعضاء المثيرين للخلافات بين اتحاد شباب ماسبيرو إيفون مسعد، عضو اتحاد شباب ماسبيرو، والتى تمتلك مركزًا تعليميًا للدروس الخصوصية، فضلاً عن الاتهامات الموجه لها بحصولها على أموال من دعوتها للتبرع لصالح أسر شهداء ماسبيرو، ما أثار حفيظة أعضاء الاتحاد الذين تبرأوا منها وأصدروا بيانا أكدوا فيه أنها لا تمثل الاتحاد. ومما يؤكد تفاقم الأزمة وزيادة حدة الانقسام بين أعضاء الاتحاد قيام رامى كامل عضو الاتحاد بالانشقاق وتدشين اتحاد موازٍ تحت اسم "مؤسسة اتحاد شباب ماسبيرو"، الأمر الذى اعتبره أعضاء الاتحاد محاولة لتفكيكهم من أحد الأعضاء، خاصة بعد قيام بعض المعترضين على سياسات المسئول العام للاتحاد بحرق مقر الاتحاد القائم بشارع الترعة، والذى اتهم خلال أحاديثه تورط عماد فرج ومايكل أرمنيون – أعضاء الاتحاد - فى تأجير عدد من البلطجية لحرقه للانتقام منه. و تعززت حدة الخلافات عقب انسحاب رجل أعمال قبطى، كان من أبرز الممولين للاتحاد عقب الزج باسمه فى قضية "بلاك بلوك"، الأمر الذى أدى إلى غلق مقر اتحاد شباب ماسبيرو لحين إشعار آخر، بالإضافة لدعوة شباب الاتحاد لانتخابات داخلية لاختيار منسق عام جديد خلفا لأندراوس عويضة، والذى يرونه فتيل الانشقاقات داخل الاتحاد، خاصة عقب اجتماع المكتب السياسى خلال الأيام الماضية. ووصلت حدة الخلافات إلى ذروتها عقب اعتصام الأقباط أمام السفارة الليبية الأخيرة وقبول عدد من الاتحاد التفاوض مع السفير الليبى حول قضية المصريين الأقباط المحتجزين بالأراضى الليبية، فى تهمة التبشير للمسيحية بمحافظة بنى غازي. إذ تبادل أعضاء الاتحاد الاتهامات خاصة المتفاوضين مع السفير بأنهم "شربوا شاى بالياسمين"، الأمر الذى تطور من الخلافات الكلامية إلى خلافات بالأسلحة بإطلاق النار على منزل أمير عياد، عضو مجلس الشورى وعضو الاتحاد، مما أدى إلى تجميد نشاط الاتحاد تقريبا.