أسئلة كثيرة تدور في أذهان المصريين بعد مرور أكثر من عامين على الثورة التي توقع البعض نجاحها بسقوط نظام مبارك ولم يتخيلوا أن ذلك لاشيء مقابل أهداف ومبادئ الثورة وأهمها الثورة على الظلم والفساد والرغبة في إنقاذ مصر وعودتها لدورها الحيوي إقليميًا ودوليًا والأهم تنمية ونهضة مصر ليعيش أهلها فى رخاء وإزدهار وتوقف السياسات الفاشلة التى تدعم الأغنياء وتسحق الفقراء، ولكن السؤال الأهم هل الثورة قدمت شيئًا لمصر؟ وهل تغيرت أوضاع وحياة المصريين؟ أم مازلنا نعيش مجتمع البؤس والفقر والمرض، ودعونا نلقي نظرة عامة على المشهد المصري لنرى هل الثورة فشلت أم لا؟ سياسيًا المشهد المصري ممزق بين نظام حاكم يرى شرعيته الوحيدة هي صناديق الانتخابات ودفن الشرعية الثورية داخل عالم الصفقات الذي يتقنه وساهم في تقسيم المشهد بصورة كبيرة وخلق لنفسة عدد كبير من الأعداء والخصوم بسبب سياساته البطيئة الفاشلة في تحقيق طموحات المواطنين ورئيس لا يقدم شيئًا سوى وعود وقرارات لا تنفذ وتلغى، فهي على الأغلب غير مدروسة وعلى الجانب الآخر معارضة منقسمة على نفسها لا تفعل شيئًا سوى الصراخ والاعتراض ولا يمتلكون تواجدًا فعليًا في الشارع بشكل كبير والأهم هو عدم قدرتهم على إقناع قطاع كبير أنهم البديل للنظام الحالي، والمثير للدهشة النظام والمعارضة كلاهما يسعى لسحق وتصفية الآخر. أمنيًا مصر تعيش في حالة من الفوضى والغياب الأمني لا توصف ولا مثيل لها والأدلة كثيرة من حالات الخطف والسرقة والبلطجة وإرهاب المواطنين وشيوع حالة من الغياب الأمني لدرجة جعلت قطاعًا كبيرًا من الشعب المصري يشعر بالرعب من النزول من منازلهم في أوقات معينة فالحالة الأمنية في مصر مفتقدة ولا نعلم هل هي متعمدة أم أن الشرطة المصرية تم القضاء عليها. اقتصاديًا: المشهد مأساوي بكل المقاييس تراجعات وخسارة غير طبيعية في قطاعات عديدة كالبورصة والسياسة وحركة التجارة الخارجية والمواطن المصري يعيش أزهى حالات ارتفاع الأسعار والضرائب وغياب لبعض السلع وأزمات متعددة في سلع أخرى والأهم من ذلك هو عدم وجود سياسة مالية واقتصادية واضحة للحكومة والرئيس فكل ما نراه عبارة عن سباق رهيب نحو القروض من كل دول العالم لسد عجز الموازنة ودفع رواتب الموظفين ولم نر سياسات لجلب وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية لمصر ومحاولة إعادة تشغيل المؤسسات الصناعية والتجارية المتوقفة بالعكس مصر في أزمة ولا حياة لمن تنادي الاقتصاد يدفع فاتورة الصراع السياسي. اجتماعيًا يشهد المجتمع المصري حالة غريبة مستهجنة مستجدة، وهي حالة من عدم الاحترام بين البعض وظهور حالات من التشكيك والتخوين وفقدان الثقة في كل شيء وأي شيء لدرجة أننا أصبحنا شعبًا لا يصدق أحد وانعكس ذلك على سلوكيات غريبة مثل عدم احترام مؤسسات الدولة والمواطنين ويوميًا نسمع عن تعطيل لمصالح حكومية وخدمية والتطاول على موظفين وأطباء ومدرسين وظباط من قبل البعض الذين يعتقدون أن الثورة أعطتهم الحق في فعل ما يريدون بدون احترام القانون. ثوريًا لم يحدث شيء أين تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين وغير المؤهلين فكل ما يحدث إحلال رجال الإخوان برجال مبارك وأين استعادة أموال مصر المنهوبة وأين دعم الشباب لإشراكهم في تنمية وقيادة البلاد وتهيئة المناخ السياسي والاجتماعي لهم. فى النهاية أترك الرد لكم هل الثورة فشلت؟ [email protected]