"بدران" ينتقد همينة الجماعة.. و"بان": تعانى من العزلة.. و"الحلوانى": نكتسب شعبيتنا من الشارع حذَّرت قوى سياسية وخبراء جماعة الإخوان المسلمين، أن خطواتها على شفا جرف ربما ينحدر بها إلى الحظر أو العزل الشعبى، بسبب انفرادها بالقرارات وإساءتها للقوى السياسية الأخرى داخل مجلس الشورى واتباع سياسة الحزب الوطنى المنحل بالاستئثار بالكلمات ومحاولة كتم صوتهم. انتقد عبد الله بدران، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على الحياة السياسية فى مصر بشقيها التنفيذى والتشريعى من خلال سيطرتها على مجلس الشورى، قائلاً إن الطريقة التى يدير بها أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى المجلس تثير الشكوك حول قدوم تلك القرارات من خارج المجلس من مكتب الإرشاد. واستشهد بدران بالطريقة التى تم بها إقرار قانون الصكوك كخير دليل على الطريقة التى يدار بها المجلس، مشيرًا إلى أن رئيس المجلس تراجع عن عرض ذلك القانون على هيئة كبار العلماء والتى سجلته مضابط الجلسات، وخرج علينا بقرار مفاجئ بعدم العرض على الهيئة بالرغم من النص الدستورى الملزم بذلك والتصويت على القانون مباشرة بحجة أنه استشار قانونيين وأكدوا له أن العرض على الهيئة غير ملزم، مشيرًا إلى أن المجلس لا يضم لجنة قانونية ليستشيرها متسائلاً من الذين استشارهم رئيس المجلس وهل هم من داخله أم من الخارج. وأكد رئيس الهيئة البرلمانية بحزب النور فى مجلس الشورى على أن سياسة جماعة الإخوان ستؤدى إلى استمرار حالة عدم الاستقرار وإصابة القوانين التى تخرج من المجلس بشبهة العوار، والتى تدفع بأغراض سياسية فيؤدى التعجل فيها إلى عوارها كما حدث فى قانون الانتخابات، ومتوقع أن يلحق ذلك بقانون الجمعيات الأهلية والذى يتم التسرع فى إصداره الآن. وقال أحمد بان، الباحث فى الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان المسلمين بالرغم من زيادة السخط العام عليها يومًا بعد يوم إلا أن حالة العزلة الشعورية والوجدانية المصابة بها جماعة الإخوان تجعلهم غير قادرين على استيعاب كم المخاطر وما يمكن أن يترجم بعد ذلك إلى عزلة سياسية وشعبية للجماعة فى المستقبل. وأوضح بان أن دخول الجماعة معترك السياسة يشهد بداية زوال القيم التربوية فى الجماعة حيث تؤثر السياسة بآلياتها فى الكذب والخداع وعقد الصفقات بشكل كبير على المعانى التربوية التى يحتاجها التنظيم الدعوى. وأشار بان إلى أن القوى الوحيدة القادرة على التصدى لجماعة الإخوان وإجبارها على التخلى عن موقفها نحو المزيد من الشراكة السياسية هى الفصائل الأخرى داخل التيار الإسلامى، وعلى رأسها السلفيون، وذلك أن الجماعة لا تستطيع استخدام سلاحها الرئيسى فى تصوير مَن يعارضها بمعارضة المشروع الإسلامى فى وجه الفصائل الإسلامية الأخرى التى تتبنى هى الأخرى المشروع الإسلامى. وتابع: جماعة الإخوان تعول حاليًا على ورقة حازم صلاح أبو إسماعيل والذى أصفه بالإخوانى فى ثوب السلفي، حيث استطاعت الجماعة أن تستغله هو وجمهوره ومحبيه فى دعم موقفهم، والتقوى به فى مواجهة باقى التيارات الإسلامية. وأشار إلى أن انتماء أبو إسماعيل الأول لنفسه ولمشروعه، ومن الممكن أن ينقلب على الإخوان فى أى وقت إذا وجد مصلحته فى الابتعاد عنه، ثم إن تهديد الإخوان من باقى القوى الإسلامية لم يحتدم وأنه من الوارد جداً زيادة حدته فى الفترة المقبلة حال فشل الإخوان فى ترضية حزب النور. فيما قال عاشور الحلوانى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة: "أى حظر يتحدث عنه هؤلاء، فهل هم الذين يحددون تزايد قوة الإخوان من تضائل قوتهم، مشيرًا إلى أن هؤلاء لا يتحدثون إلا بالأمانى التى يتمنونها ولكنهم لا يقدمون بأى خدمات للمصريين ولا يقدمون البديل لنا، موضحًا أننا لو كنا سيئين بهذا الشكل الذى يصوروننا عليه فهل قدموا هم البديل الأفضل والذى يتفادى عيوبنا. وأضاف الحلوانى أن من يسعى لإحداث بلبلة فى مصر قبل إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة إنما يقوم بعمل بلطجى وليس عمل ثورى كما يدعى، فهو يمنع سلطات الدولة من القيام بدورها، قائلا نأمل من القوى السياسية المقاطعة للانتخابات وضرورة ممارسة العمل السياسى والنزول للشعب المصرى بدلا من مقاطعة الانتخابات. وأكد الحلوانى أن جبهة الإنقاذ قامت من قبل بإعطاء غطاء سياسى لأعمال العنف وقطع الطرق والبلطجة التى حدثت فى مصر خلال الأشهر الماضية ولابد من الكف عن ممارسة هذه الأعمال، مشيرًا إلى أن الإخوان موجودون بين كافة أبناء الشعب المصرى فى كل المحافظات، ونقدم لهم كل الخدمات ونكتسب شعبيتنا من خلال ذلك، ونطالب مَن يتحدثون عن ضعف شعبيتنا وتراجعها وحظرنا فى الشارع المصرى، أن ينزلوا للشارع بدلا من جلوسهم فى الفضائيات وأن يعملوا وسط الشعب المصرى حتى يتفوقوا علينا ويقدموا البديل عنا.