وصف الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية الاستفتاء السويسري على حظر بناء المآذن بأنها مجرد "تلكيكة" ضد المسلمين، لكنه اعترف بوجود أخطاء عربية وإسلامية ساهمت في تنامي هذه القضية وتشويه صورة المسلمين لدى الغرب. ورفض اعتماد المبدأ ذاته ضد الأديان الأخرى، وقال خلال اجتماع لجنة الشئون العربية بمجلس الشورى أمس إن "الغيرة على الدين الإسلامي لا تجعلنا نتخذ إجراء بالمثل ضد الأديان الأخرى، ولن نقبل بأن يكون هناك استفتاء على أجراس الكنائس التي من حقها أن تدق أجراسها في أي وقت تشاء". وأضاف أن الحكومة ترفض الإساءة للأديان ليس بالكلام فقط لكن بالممارسة والفعل، حيث تدرس بعناية القضية وأسبابها، واختيار الأسلوب الأمثل للتعامل معه دفاعا عن حرية المسلمين في إقامة شعائرهم وإقامة مساجدهم ومآذنهم، مؤكدا أن التحرك سيكون بأسلوب دبلوماسي وهادئ بالتنسيق مع جميع الدول العربية والإسلامية من أجل المعالجة الموضوعية. ودافع شهاب عن لقاء الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بالسفير السويسري بالقاهرة، وقال إنه خلال اللقاء تم مواجهة السفير بالحجج والمناقشات والمواثيق الدولية التي تعمل على تقوية موقفنا رافضا كل الأصوات التي تنادى باستعمال القوة، مؤكدا أنها لا تنفعنا. وأشار إلى قيام المسلمين بسويسرا باللجوء للمحكمة الفيدرالية السويسرية العليا، لأن "الاستفتاء مخالف للدستور والمواثيق الدولية"، وأضاف: إذا أنصفتهم المحكمة "خير وبركة" وفى حال حدث العكس سيتم اللجوء للمحكمة الدولية لحقوق الإنسان والتي تعد قراراتها ملزمة لجميع الدول، وقال إن التحرك القانوني لن يتم إلا بعد استنفاد طرق الطعن الداخلية. بدوره، ألقى النائب محمد عبد الوارث باللوم على الدول العربية والإسلامية، ووصفهم بأنهم "مهلهلين دائمي التناحر والتصارع"، وقال إن العرب أصبحوا بلا ريادة ولا كلمة مسموعة بل ويتم إهانتنا في كل مكان، وتابع قائلاً: مفيش دولتين عربيتين حلوين مع بعض فلماذا تحترمنا الدول الأوروبية.. كويس إنهم سايبين الدول العربية تعيش بحريتها دون أن يستعمروها فالعيب فينا وليس في زماننا. من جهته، أبدى النائب محمد فريد خميس رئيس لجنة الصناعة توقعاته بأن يزداد الموقف الأوروبي تجاه الإسلام والمسلمين، خاصة وأن أوروبا هي الأقوى اقتصاديا وأياديها طويلة وعنيفة، وأكد أن وجهة نظرهم عن الإسلام على حق، لأن مصر فشلت في تقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام منذ عام 1980 وحتى الآن، وتقديم إسلام الوسطية القائم على قبول الآخر وعلى العكس صدرنا لهم أسامة بن لادن والأفكار الوهابية، وكثيرا ممن أخاف الغرب من الإسلام والمسلمين. وقال إن الغرب بطبيعته ليس متعصبًا ضد أي عقيدة سماوية إلا أن الإسلام أصبح في مفهومهم مقرونا بالإرهاب وليس عقيدة، وطالب بضرورة وضع استراتيجية على المدى القصير أولا، وأشار إلى أن الأزهر الشريف انتفى دوره بالخارج بسبب ضعف ميزانيته. فيما رأى النائب محمد عبد السميع الاستفتاء حول حظر بناء المآذن بسويسرا ليس بالأمر الكبير، خاصة أن المآذن لم تكن موجودة على أيام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ودعا المصريين لعدم تحميل أنفسهم أكثر من طاقتهم، وتساءل: لماذا تتحمل مصر أعباء أي قضية تمس الدين، مشيرًا إلى أنها قضية دولية لا تهم مصر لوحدهم. في حين انتقد النائب ناجى الشهابي أسلوب اللين واللكنة التي تعامل بها شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ووزير الأوقاف مع السفير السويسري في مصر خلال لقاءاتهم به، وقال إن هناك خنوعا يعيشه العالم الإسلامي شجعت الغرب على التطاول، وأرجع ذلك إلى ضعف ميزانيات البحث العلمي وتخلف الحضارة المصرية، مؤكدًا أن الهجمات الشرسة ضد الإسلام تصب بالكامل في مصلحة إسرائيل.