كنت في نقابة الصحفيين، يوم أمس الأول، للإدلاء بصوتي في انتخابات النقيب، والتقيت بعدد كبير من الزملاء والأصدقاء حيث تعتبر انتخابات النقابة يوم عيد حقيقي، نرى فيه ونصل من تقطعت بيننا وبينهم السبل طوال العام بسبب انشغالنا اليومي بالعمل في بلاط صاحبة الجلالة. كنت سعيدا بما لاحظته من حفاوة كبيرة ب"المصريون" مع كل من التقيت بهم من زملائي، واشادتهم بأدائها المهني العالي، وتأثيرها على الرأي العام والنخبة، وأثنوا على الحرفية التي أدارت بها الجريدة حملتها الكبيرة على القمني والفساد في وزارة الثقافة ومساهمتها في إسقاط "الجلاد" فاروق حسني في معركة اليونسكو، وبدورها في التصدي للتمدد الشيعي والفارسي في المنطقة، وللمشروع الطائفي الانعزالي للكنيسة المصرية المخطتفة من قبل التيار الشنودي المتطرف منذ ثلاثة عقود مضت، وللنزاعات المعادية للعروبة والإسلام ولهوية مصر وخصوصيتها الحضارية والثقافية، وتأييدها لمراجعات الإسلاميين حقنا لدماء المصريين وتصديها لليسار المصري المتطرف الذي شرع في اجهاض المراجعات تأجيجا للفتن التي أحالها إلى سبوبة وشيكات وحسابات بنكية.. فضلا عن وعيها وعقلانيتها في تعاطيها مع الأزمة بين القاهرةوالجزائر بعد مباراة أم درمان في 18 نوفمبر الماضي، وتعريتها للفرعونية في مصر والفرانكفونية في الجزائر، ودورهما في توظيف الأزمة واستغفال الجماهير وامتطائها لتمرير سيناريو التوريث في كلا البلدين. الشهادات التي سمعتها من "صنايعية الصحافة" إذا جاز التعبير أجمعت على أن "المصريون" صحيفة لها دور مهني ورسالي ووطني ووفقت بفضل الله تعالى ثم بجهود فريق العمل من محرريين وصحفيين وفنيين بأن تنتصر في كل معاركها رغم امكانياتها المحدودة ورغم الحصار الذي فرض عليها من الإعلام الطفيلي الجديد المخترق بالمال الطائفي والشيعي وبأموال التطبيع مع الكيان الصهيوني. وبمناسبة هذا الإعلام.. فإن زميلا لي يتبوأ منزلة مهنية مرموقة في صحيفة قومية كبرى قال لي لقد حاول هذه الإعلام الطفيلي أن يعزل صحيفة "المصريون" إلا أن الأخيرة هي التي عزلته وعرته وكشفته تماما أمام الرأي العام المصري. ويكفي أن زميلا يعمل في إحدى صحف ساويرس قال لي عند مدخل النقابة: أنقل إليك رجاء من زملائك في الصحيفة أن "تبطل" اطلاق مصطلح "اعلام ساويرس" على الصحف التي يعملون فيها لأنها أساءت إليهم وجعلت رؤوسهم في حجم "حبة السمسم" واحالتهم إلى كم "مهمل" لا يؤثر في الرأي العام.. فابتسمت له منصرفا في هدوء لأختفي بين الزحام داخل النقابة مرددا قول الشاعر العربي القديم: تعالى الله يا سلم بن عمرو ... كم أذل الحرص أعناق الرجال [email protected]