كشفت تقارير صحفية دقيقة خلفيات خطيرة في النشاطات الاستخبارية لعلي فضيل مالك صحيفة الشروق الجزائرية التي تبنت حملة إشعال الحريق بين الجماهير المصرية والجزائرية وتعمدت نشر الأخبار المختلقة والمحملة بالشتائم والردح الرخيص للشعب المصري كله بتاريخه ومؤسساته وهويته ، وهي الطريقة التي تعامل بها إعلام مصري متدني هو الآخر ضد الجزائر ، التقارير كشفت أن علاقة وثيقة كانت تربط بين صحيفة علي فصيل "الشروق" وبين مدير عمليات الاستخبارات الأمريكية في الجزائر ، وأن اثنتين من العاملات في صحيفته تم تقديمهما "وليمة" لمدير عمليات الاستخبارات الأمريكية في الجزائر ، وقامت جهة مجهولة بتصوير ممارسات الضابط الأمريكي المشينة معهما على سي دي ، واستمرت عملية "بيع" الأعراض في "الشروق" عدة أشهر ، قبل أن تقوم جهة ما بتسريب "السي دي" الأمر الذي أدى إلى قرار عاجل من الاستخبارات الأمريكية بسحب مدير عملياتها في الجزائر خوفا عليه من الانتقام ، وكانت هذه الواقعة إحدى أهم محاور التحقيق الذي أجرته شرطة "اسكوتلاند يارد" مع علي فضيل بعد اعتقاله في لندن في ديسمبر من العام الماضي ، والجدير بالذكر أن علي فضيل قد عرف بتأسيسه لصحافة الجنس في الجزائر ، كما قام بمحو جميع الأخبار والتقارير التي تتعلق بهذا الموضوع من قاعدة معلومات صحيفته على شبكة الانترنت ، لإخفاء معالم الفضيحة ، وكانت التحقيقات البريطانية معه قد شملت علاقاته مع الاستخبارات الجزائرية التي استخدمت صحيفته لتصفية حسابات مع بعض خصومها في الداخل الجزائري ومنطقة المغرب العربي بشكل خاص ، وكذلك أوكلت له المخابرات الجزائرية عملية تنسيق دعوات لبعض علماء الدين من خارج الجزائر لخدمة توجهات أمنية محددة ، وكانت المصريون قد كشفت أن علي فضيل ناشر الشروق الذي تخرج من معهد الإعلام في العام 1982 ينتمي إلى أسرة فقيرة ، ولا تتيح له مصادر دخله المعروفة والمتواضعة إصدار صحيفة بدأها أسبوعية في العام 1990 ثم يومية منذ 2005 ، حيث ربطت مصادر صحيفة بين هذه الطفرة المالية الغامضة ل علي فضيل وبين عمل والده في الجيش الجزائري ووصوله إلى رتبة متقدمة خلال سنوات المواجهة الدموية مع الجماعات الدينية المتشددة ، حيث انتشرت الاتهامات على نطاق واسع عن ثراء جنرالات الجيش وتحول كثير منهم إلى مليارديرات ، وحيث تعاني الجزائر حتى الآن من ظاهرة غسيل الأموال سواء المتصلة بنهب المال العام واسع النطاق أيام الحرب الأهلية أو من تجارة المخدرات . ونظرا لتسخيره صفحات الشروق لنشر تقارير استخبارية مفبركة كانت أكثر صحيفة تتعرض لأحكام إدانة من القضاء الجزائري نفسه على خلفية "فبركة" الأخبار المكذوبة لخدمة توجهات بعض الأجنحة الأمنية أو افتعال الإثارة ، منها حكم حصل عليه الزعيم الليبي معمر القذافي بحبس مالكها ست سنوات وتغريمه سبعمائة وخمسين ألف دولار ووقف صحيفته عن الصدور شهرين لاختلاقها أخبارا لا أساس لها من الصحة . وكان "علي فضيل" قد تم اعتقاله نهاية العام الماضي 2008 من قبل الشرطة البريطانية "اسكوتلاند يارد" حيث خضع للتحقيق عن علاقاته الأمنية المتشعبة قبل أن يطلق سراحه بعد تدخل عاجل من جهات جزائرية رفيعة ، وتذكر المصادر أن فضيل كان قد بدأ حياته المهنية باحتراف صحافة الإثارة الجنسية التي تفرد معظم صفحاتها للحديث عن غشاء البكارة وجنس المحارم وما شابه حتى عرف بين الصحفيين الجزائريين بأنه مؤسس صحافة الجنس في الجزائر .