أصدر مجدي الزقاق، رئيس تحرير مجلة "أكتوبر" الصادرة عن "دار المعارف" وعضو لجنة التثقيف بالحزب الوطني الحاكم، تعليمات بطبع المجلة وطرحها في السوق قبل موعد صدورها الطبيعي بيومين لتهنئة منتخب الجزائر على الفوز الذي حققه على نظيره المصري في مباراة تصفيات كاس العالم التي أقُيمت بالسودان يوم الأربعاء الماضي. وتضمن غلاف العدد الجديد علم الجزائر ومدون به عنوان ضخم "مبروك للجزائر" وعناوين فرعية تهاجم لاعبي مصر، لاسيما محمد أبو تريكة لاعب النادي الأهلي، الأمر الذي فجر ثورة غضب بين صحفييّ وعمال "دار المعارف" الذين تظاهروا، أمس، أمام المؤسسة، وقاموا بفرش نسخ من المجلة على الأرض بطول مدخل الدار بشارع كورنيش النيل ودهسها بأقدامهم . وردد العمال، الذين رفعوا شعارات "انتوا مصريين ولا جزائريين"، هتافات ضد رئيس تحرير "أكتوبر"، مطالبين بسحب العدد من السوق كما وصل الأمر للاشتباك بالأيدي مع الدقاق ومنتصر إسماعيل، رئيس مجلس إدارة المجلة. ويتضمن العدد مقالاً لرئيس التحرير ينتقد لأداء الفني للاعبيّ منتخب مصر، موجهًا التهنئة للاعبي منتخب الجزائر دون الإشارة من قريب أو بعيد عن الاعتداءات الوحشية التي تعرضت لها الجماهير المصرية المشجعة للمنتخب بالجزائر، وكذلك تجاهل الملف الرياضي الذي نشرته المجلة لأحداث الاعتداءات التي تعرض لها المشجعون بالسودان. وأمام غضب الصحفيين والعمال، اضطر الدقاق إلى عقد اجتماع مع صحفييّ المجلة لتهدئة الأوضاع ولتبرير ما حدث، قائلاً: إنه أراد التأكيد على أن العلاقة بين مصر والجزائر تاريخية وقوية وأكبر من مجرد مباراة كرة قدم، فضلاً عن سعيه للتهدئة من أجل حماية 6 مليار جنيه تمثل الاستثمارات المصرية بالجزائر. وأكد الدقاق للصحفيين أنه أراد حماية مصالح أكثر من 12 ألف مصري يعملون هناك، متعهدًا بتوضيح ما حدث وتصحيح الصورة في العدد القادم.