شهدت المنطقة الشرقية من سيناء وخصوصا ما يسمى بالمنطقة " ج" ، تحركات غير مسبوقة للجيش المصرى على طول الطريق الدولى العريش – الشيخ زويد رفح"، والطرق الداخلية الفرعية الأخرى كطريق الجورة جنوب الشيخ زويد وطريق الماسورة جنوب رفح. و رصدت " المصريون " تحليق طائرة تابعة للقوات المسلحة عصر الأربعاء على طول ساحل البحر، وقال أهل ساحل البحر بالشيخ زويد القريبين من شرطة المسطحات ومنطقة الارتكاز بقرية الكراشين شمال الشيخ زويد ونقاط المراقبة فى قرية أبو شنار التى تعرف باسم " ياميت" أن الطائرة من خفر السواحل وذلك فى إطار الدوريات المستمرة لمراقبة الأمن بالمنطقة. وذكر مصدر عسكرى أن تكثيف عمليات التدقيق وانتشار الكمائن بالمنطقة جاء بعد ضبط متسللين من قطاع غزة إلى مصر عبر الأنفاق غير الشرعية عقب أحكام السيطرة على منطقة الأنفاق ومنع سيارات تهريب البضائع من الاقتراب من الشريط الحدودى أو ما يسمى منطقة الأنفاق فى السرسورية وحى البراهمة وبوابة زعرب. وذكر سائقو سيارات البضائع أنهم يعملون لحساب شخصيات فلسطينية محسوبة على حركة حماس وأن أغلب البضائع التى يتم نقلها هى الوقود والمواد الغذائية بالإضافة إلى الأسمنت وحديد التسليح، فيما أكد آخرون من سائقى سيارات النقل الكبيرة أن كمية من مواسير المياه كبيرة الحجم تدخل إلى القطاع وبصورة كبيرة لتزيد من الشكوك الإسرائيلية بأن هذه المواسير تدخل فى صناعة الصواريخ التى يملكها القسام الجناح العسكرى لحركة حماس. وأشار المصدر إلى أنه تم عمل عدة محاضر لأصحاب سيارات النقل الثقيل وتحويل معظمها إلى محاكمات عسكرية معللا أن اختراق الحدود والتهريب والتسلل شأن عسكرى، لافتا إلى أن قوات الجيش وحرس الحدود منفصلتان تماما عن تلك الاتفاقات بين الرئاسة وحركة حماس. من ناحية أخرى شهدت سيناء العديد من المظاهرات والوقفات والاعتصامات بشكل يومى، تمثل فى اعتصام العاطلين عن العمل الذى دخل يومه الرابع أمام مبنى المحافظة، واعتصام العاملين فى الملاحات، أو أولئك الذين يقطعون الطريق فى مناطق حيوية هامة من شمال ووسط سيناء مثل مفارق المغارة . وتوقع مراقبون تصعيد الموقف بشان المطالب السيناوية من الحكومة خاصة بعد نصب عدد من المشايخ خيمة "رد المطالب" بميدان الشيخ زويد وعلى بعد مائة متر عن قسم شرطة المدينة الذى صنع لنفسه سور خرسانى بارتفاع خمسة أمتار على شرق وغرب وشمال القسم، فيما اعتلى القناصة المبنى فوق القسم مما يذكرك بترتيبات ما قبل الحروب. كما تشهد مدينتى الشيخ زويد ورفح بشكل يومى تحركات لسيارات "البيك أب "كروز"، والتايلاند ماركة تويوتا، المجهزتين لاختراق الأراضى الرملية والجبلية بشكل يفوق مدرعات الجيش والشرطة فضلا عن وجود تحركات مريبة لسيارات بدون لوحات معدنية ما جعل المسلحين يربكون الأمن فى أكثر من موقعة خلال حملة "نسر" الماضية التى لم تؤتى ثمارها كما اجمع الساسة والقبليون فى سيناء وقتها. وزاد من حدة المشهد اتصال الموساد الإسرائيلى بأهل المناطق الحدودية لإبرام اتفاقيات عمالة، فى مقابل نداء شرفاء من وجهاء سيناويين للتصدى لتلك الأعمال، فى ظل تحركات لجهات محسوبة على فصائل فلسطينية فى سيناء بشكل تجارى وآخر تنظيمى، مع انتشار المسلحين ليلا وإطلاق مستمر للنيران مجهول المصدر، ليضفى على المشهد حالة من التأزم تتطلب تدخل عاجل لحلها.