كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، عن أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة تمر بحالة برود نسبى ويشوبها التوتر على خلفية تحفظ واشنطن الشديد على التقارب بين القاهرةوطهران، والتى ظهرت فى أوضح صورها خلال مشاركة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد للقاهرة على هامش مشاركته فى مؤتمر قمة منظمة التعاون الإسلامي. وأفادت المصادر أن واشنطن طالبت القاهرة بوضع حد لتقاربها مع إيران وعدم توفير غطاء إقليمى للطموحات النووية الإيرانية وبل قطع الطريق على مساعى طهران لإيجاد موطئ قدم لها فى المنطقة بعد تصاعد احتمالات فقده لحلفه السوري. ولفتت المصادر إلى أن القاهرة أبدت تململاً من الموقف الأمريكى، واعتبرته وصاية مرفوضة، لاسيما أن إيران تحتفظ بعلاقات دبلوماسية وثيقة مع دول الخليج العربى وفى مقدمتها الإمارات العربية المتحدة التى تحتل إيران جزرها طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى دون أن تطالبها واشنطن بقطع علاقاتها مع طهران أو لجم علاقاتها الاقتصادية. ولم يتوقف الغضب المصرى عند هذا الحد، حيث نقلت القاهرةلواشنطن غضبها الشديد من إعلان السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باتروسون قيامها بالوساطة ومحاولات تقريب وجهات النظر بين مؤسسة الرئاسة وجبهة الإنقاذ. وأسهمت أجواء التوتر هذه فى تراجع مصر عن مساعيها لإقناع الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالقيام بزيارة قصيرة للقاهرة على هامش زياراته لإسرائيل والأردن ولقائه برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن والتى سيدعو خلالها لاستئناف مسيرة السلام فى المنطقة. وأوقفت القاهرة جهودًا فى هذا الصعيد، لاسيما أن الردود غير المباشرة التى تلقتها على احتمالات قيام أوباما بزيارة القاهرة ولقاء مرسى حتى فى مطار القاهرة لم تكن إيجابية بشكل أغلق الأبواب أمام محاولات إقناع الجانب الأمريكى بها.