كثرت هذه الأيام لفظة (فاشل), وغيرها من الألفاظ المنحطة, التى سمح حلم الرئيس, وأناته, أن يلوكها إعلاميو الفتنة, المتحولون والممولون, وباتت علامة مسجَّلة لأنصاف المتعلمين, الفاشلين, غلمان رجال الأعمال الفاسدين الذين أسقطوا ما فيهم على غيرهم. وانتقلت هذه العدوى الذميمة إلى لسان المعارضة التى شكَّلت غطاءً سياسيًا لأعمال العنف الشهرين الماضيين, ولعل آخرها التصريحات الكوميدية, للدكتور محمد البرادعي, منسق جبهة الإنقاذ الوطنى ورئيس حزب "الدستور", فى حوار أجرته معه شبكة "CNN" الأمريكية, حول تحول مصر إلى دولة فاشلة, مترحمًا على أيام المخلوع التى كانت أفضل! مشيرًا إلى أن مصر دولة فاشلة ستتحول إلى دولة ميليشيات.. رغم أنه مسؤول سياسى فى جبهة الخراب, الممولة فلوليًا لتشجيع أحداث العنف فى الشارع, بصفته, على أقل تقدير الداعى لها..! وانقلب البرادعي, حينما جاء وقت الجد كعادته على جبهة الخراب التى يقودها, قائلاً: "لا أتفق مع وجهات نظر المتظاهرين، الذين عبروا عن غضبهم فى الشوارع مؤخرًا، وطالبوا مرسى بالتنحى وإسقاط نظامه..!!". وزعم البرادعي, المتحالف مع الفلول أن المصريين يريدون عودة أيام مبارك! ويرون أنهم كانوا أفضل حالاً فى عهده!! وأذكِّر المعارضة الوطنية لسياسات الدكتور محمد مرسى أن هذه الجبهة بكل ألوان طيفها السياسى التى لا يمكن أن يجتمع مثلها بأى مكان فى العالم؛ قد اتحدت على مناهضة الفكرة الإسلامية, وهى قوى تدرى عدم وجود قواعد شعبية فى الشارع, تاركين بقية المهمة لإعلاميى الفتنة لخوض غمار الحرب بالوكالة عنهم عبر حملات الكذب والتلفيق والتشكيك والتشويه صباح مساء! كما أذكّر الإخوة الذين تململوا, وأنا منهم, من بعض مواقف السلطة, التى قد تكون مقصودة, ومرصودة بعناية ودقة؛ عدم محاكاة ما يقذفه غيرهم من وسائل للتشويه, بعد رفض هؤلاء الحوار الوطنى واستدعاء فلول اليسار, ونظام المخلوع, والمتواطئين فى جبهتهم الخراب ودعوة الجيش للانقلاب على الشرعية؛ فضلاً عن استقوائهم بالخارج, وبدلاً من أن يتوجهوا بمشروعاتهم, المتنوعة (الفاشلة) بالطبع للشعب والاستعداد لانتخابات مجلس النواب؛ رأيناهم يبدعون فى احتجاجاتهم العنيفة..! أذكّرهم كذلك أن إشكالية هذه الجبهة مع الرئيس مرسي؛ لا علاقة لها بالشروط الخائبة المسبقة للحوار ببقاء حكومة هشام قنديل أو إقالتها؛ أو حتى إقالة النائب العام السابق, والاعتراض على النائب الحالي؛ إنما بدأت هذه الإشكالية قبل تتويج الدكتور مرسى رئيسًا؛ ولو يعودون بالذاكرة للوراء, لرأينا رفض ما يسمّى بقادة الجبهة أن يكون مرسى رئيسًا؛ حيث رفض البرادعي, وموسى؛ والبدوي, وصباحى تأييده؛ وقد لخص كبيرهم (البرادعي) هذه الإشكالية, لتفسيره رفض الحوار مع مرسى خلال حوار مع "CNN": نريد مصر دولة علمانية؛ ومرسى له مشروع إسلامى غامض؛ فعلى أى شيء نتحاور؟! إن السبب الرئيس لارتفاع وتيرة الثورة المضادة للفلوثورية, والترويج للعنف بقيادة زعماء ما يسمّى جبهة الخراب للإطاحة والانقلاب على أول رئيس مصرى منتخب انتخابًا حرًا مباشرًا من الشعب, هو (فشلهم) الذريع فى جميع المحاولات للاحتفاظ بالحكم العلماني؛ بدايةً من وثيقة السلمى والمبادئ فوق الدستورية الحاكمة مرورًا بالإعلان الدستورى المكبّل وانتظارًا لقيام المجلس العسكرى بخلع مرسي, وتآمر بعض أجهزة الدولة الواضح فى هذا الخصوص خاصةً بعدما حيّد مرسى القوات المسلحة, وأعادها لمسؤوليتها المباشرة؛ انتهاءً باستنفاذ محاولاتهم (الفاشلة) لتوريط المحكمة الدستورية والنائب العام السابق لإعادة الحكم العسكرى مرة أخرى! إلا أن محاولاتهم باءت ب(الفشل), و(الخسارة)! وبعد خسارتهم فى جميع الانتخابات والاستفتاءات الشعبية وفى ظل كراهية الشعب الشديدة لهم ولتصرفاتهم, وطردهم مؤخرًا من بورسعيد والسويس, فضلاً عن مهاجمة بعض أفراد الشعب لرموزهم فى غير مناسبة, لم يعد أمام الانقلابيين غير اللجوء للثورة المضادة؛ والنتيجة كانت (الفشل الذريع) لجميع محاولاتهم للاستعانة بالعسكر والقضاء والانتخابات..! هؤلاء الذين أطلقوا العنان لصبيانهم وغلمانهم لوصم الرئيس ب(الفاشل)، هم الفاشلون بامتياز, بينما يبدو الرئيس محمد مرسي, ذلك المحترم, ماضيًا فى ترسيخ دولة العدالة والحرية والقانون, دون أن يأبه بمن يسبه, ولا يهتم بمن يهاجمه أو يتطاول عليه لأنه يريد أن يتعلَّم الشعب الحرية المسؤولة, وأدب الحوار والاختلاف..! وأسائل بعض الوطنيين الذين انضموا لحملة مباخر جبهة الخراب, ويهاجمون الرئيس بقصد أم غير قصد: - ماذا فعلتم لمساندة مصر ورئيسها الدكتور, فى مواجهة أجهزة الدولة العميقة، التى ترفض فكرة وجود رئيس منتخب، طاهر اليد رئيسًا..؟! - ما دوركم الداعم للوطن ورئيسه فى مواجهة ضباط أمن الدولة السابقين ومعهم حوالى مائتى ألف بلطجى مسلحين ومدربين ومنتشرين..؟! - بماذا ساندتم الدكتور محمد مرسى فى حربه لرجال مال المخلوع الفاسدين ومعهم سدنة إعلامهم الفلولي..؟! - كيف واجهتم سلوك بعض أفراد الشعب، الذين يسرقون الوقود لبيعه فى سيناء ثم تهريبه لمعبر كرم أبو سالم الإسرائيلي؛ أو بيعه لسفن عملاقة جاثية بعرض البحر؟! وماذا فعلتم لتطهير الجهاز الإدارى للدولة الذى يحتاج هو الآخر ثورة على الفساد والرتابة؟! كلمتى للفاشلين: غدًا ستتحسسون مكانكم فى مزابل التاريخ, فالمعركة طويلة, وطوبى لمن يضحك فى الأخير, والشعب الذى يصبر على مهاترات, الفاشلين وهياج المتحولين, وصراخ المفسدين وأراجيف المبطلين.. قادر على أن يدوسهم جميعًا بأحذيته وإن غدًا لناظرة لقريب, بعدها ستشرق شمس الحرية على وطني..! همسة: إنما مَنْ يضحك أكثر، مَنْ يضحك فى النهاية ..! [email protected]