قبل انتخاب محمد مرسى رئيسا لجمهورية مصر العربية، فى شهر يونيو، لم تشهد الجمهورية من أقصاها إلى أقصاها، حالات عنف فى شوارعها، حتى جاء يوم الأحد 18 نوفمبر 2012، ليتم تأسيس ما سموه «جبهة الإنقاذ الوطنى» التى تضم القوى الرافضة للجمعية التأسيسية للدستور، بقيادة محمد البرادعى وعمرو موسى وحمدين صباحى والسيد البدوى، وبعدها مباشرة بدأ مسلسل العنف الدموى والاحتجاج على الشرطة والاعتداء على المؤسسات وقطع الطرق ومحاولة اقتحام القصر الرئاسى!. وتعالت دعوات جبهة الخراب الداعية إلى القتل وإهدار دم المصريين واستمرار الفوضى وإحراق البلاد، كورقة ضغط أخيرة تستخدمها الجبهة للضغط على النظام لتحقيق مطالبها غير المشروعة، خاصة بعد أن صرحت قيادات الجبهة بأنها قررت إعلان العصيان المدنى، واعتدت على المنشآت العامة والحيوية بالدولة. وسيرا على خطى وطريقة المخلوع: «إما أنا وإما الفوضى»، تسير جبهة الإحراق التى راحت تدعو عبر تصريحات أعضائها، إلى الفوضى واستمرار العنف وبث الرعب فى نفوس المصريين؛ لعرقلة حركة التنمية وضرب السياحة وتفويت الفرصة على النظام للنهوض بالوطن؛ تلك الدعوات إلى القتل أطلقها البعض دون شعور بمسئولية تبعاتها على الشارع المصرى فى ظل المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد. وكانت أولى الدعوات تلك التى أطلقها المدعو توفيق عكاشة صاحب قناة «الفراعين»، ووجّهها مباشرة إلى رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى، وقال فيها: «أنا حللت دمك وهولع البلد وهخليها نار جهنم». وقد دعم محمد البرادعى نشر العنف واتساع دائرة الفوضى بما يملك من قوة؛ إذ كتب على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر» تغريدة قال فيها: «إن العنف سيستمر حتى يستجيب مرسى وشركاه لمطالب الشعب، وهى حكومة جديدة ودستور ديمقراطى وقضاء مستقل».
فتاوى التحريض ويجوب المدعو محمد عبد الله نصر أمين الإعلام بحزب «التجمع الشيوعى» الشهير ب«الشيخ ميزو» بزيِّه الأزهرى بين المتظاهرين لإطلاق فتاوى تحرض على العنف والدم؛ إذ قال فى فيديو مصور: «من أصغر إخوانى فى مصر إلى المرشد العام محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر (الصهيونى)، وكذلك المدعو محمد مرسى؛ سنتمكن بإذن الله من رقبة محمد مرسى وجماعته، وسنعلقهم فى الشارع.. والأيام بيننا»!!.
التهديد بحمل السلاح كما قال باسل عادل عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الدستور، فى مداخلة هاتفية على قناة «النهار»: «سنترك العمل بالسياسة وسنحمل السلاح ضد الإخوان» والمذيعة تقاطعه لتنبيهه على أنها جريمة يعاقب عليها القانون بطريقة غير مباشرة بتغيير الموضوع. وهذا كاعتراف رسمى بأن جبهة الإنقاذ لديها مليشيات مسلحة، وهى التى ترتكب جرائم قتل الشباب المتظاهرين؛ لكى تلصق التهمة بالرئيس والإخوان والداخلية لتأجيج الشعب.
مهندس الاتصالات بالصهاينة وكشف أحمد عبد الحفيظ الأمين العام بالحزب الناصرى، أن محمد البرادعى رئيس حزب «الدستور» والمنسق العام لجبهة «الإنقاذ الوطنى» هو «مهندس الاتصالات» بين الجبهة والحلف الصهيونى الأمريكى. وقال عبد الحفيظ إن البرادعى يلعب دورًا مشابهًا لما كان يفعله الدكتور سعد الدين إبراهيم عالم الاجتماع ومدير مركز «بن خلدون» للدراسات الإنمائية، إبان النظام السابق، بين الولاياتالمتحدة والتيارات الإسلامية فى مصر. وتابع: «البرادعى يلعب الدور نفسه حاليا بين أمريكا وجبهة الإنقاذ أو التيار المدنى، التى تعمل على حشد الشارع للتظاهر ضد النظام». وأضاف أن «الرهان الحقيقى للإدارة الأمريكية هو استمرار الصراع فى مصر من خلال وجود نظام دينى ترفضه القوى السياسية المناهضة له»، موضحا أن النظام الأمريكى يسعى إلى الإبقاء على مصالحه منه، بسياسات ملتوية، والإبقاء على تعدد مراكز القوى لاستمرار الصراع.
العنف بالعنف وفى حوار مع قناة «العربية»، أكدت جميلة إسماعيل عضو التيار الشعبى، أن «العنف لن يقابل إلا بالعنف. ولا تنسوا ما حدث أمام الاتحادية، الذى دفع الإخوان فاتورته عندما كان قتلاهم أكثر من قتلنا»!!. كما أكدت جميلة إسماعيل أنهم سوف يقابلون هذا العنف بالعنف، قائلة: «فلا أحد سيتلقى العنف ويظل صامتا. وهذا إنذار بالحرب الأهلية؛ فإذا أراد النظام أن يبدأها فليبدأها. ولو هذا حدث سوف يتكرر مشهد الاتحادية وسوف يكون لديهم من القتلى أكثر من الطرف الآخر».
الدم بالدم كما سخرت الكاتبة هالة فهمى من جماعة الإخوان المسلمين قائلة: «نحن نشكركم جدا؛ لأنكم جعلتمونا قوة واحدة»، مشيرة إلى أن اتحاد المصريين هو ما خلع حسنى مبارك وعصابته بأكملها، الذى كان يؤيده نصف الشعب، على حد قولها. وتطرقت فهمى، أثناء مؤتمر جبهة «الإنقاذ» بقنا، إلى الجماعات الإسلامية قائلة: «هؤلاء بعض (المتأسلمين) خرجوا من الجحور والسجون، ويعتقدون أنه من الممكن أن يسيطروا على شعب مصر، ويروعوا الشعب المعروف بأنه مسالم، ولا يحب الدماء. وهؤلاء جاءوا لتهديدنا بالدم». وأنهت حديثها قائلة: «علينا أن ننظر إلى الأمام ونستمر فى مواجهتهم، وسوف نقدر عليهم ونتخلص منهم. احذروا؛ فهؤلاء مثل القوارض، ولن يقضى عليهم إلا بالدم، لكن دم بدم وننتهى منهم».
سيُقتل كما قُتل «عثمان» وقال باسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج»، أثناء مناظرة عقدتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة مع الدكتور ناجح إبراهيم: «أريد أن أذكركم وأذكر د. ناجح بشىء من التاريخ الإسلامى: أن سيدنا عثمان بن عفان أحد المبشرين بالجنة وثالث الخلفاء الراشدين، عندما كان فيه مشكلات فى إدارة الأنصار، الموضوع تحول إلى فتنة، وتم قتله فى آخر الأمر؛ لأنه لم يستمع للناس ولم يستجب لهم. والرئيس مرسى ليس أفضل من سيدنا عثمان»، مشيرا إلى أنه إن كان حصل فى وقت المبشرين بالجنة، فليس صعبا أن يحدث الآن!.