لقد كان الفشل تلو الفشل هو مصير كل محاولات جبهة المعارضة للالتفاف حول مبادئ الديموقراطية, التى من المفروض انهم هم اكثر المؤمنين بها, ولم يستطيعوا اقناع الشعب باسقاط الرئيس قبل انتهاء مدة انتخابه. لقد فعلوا كل شئ بدءا من حرب اعلامية ضروس لتشويه كل مايقوم به الرئيس وانتهاءا بالتحالف مع اعداء الثورة وتقديم الغطاء السياسى للعنف المنظم ضد مؤسسات الدولة. ولكن لم يقتنع الشعب والملاحظ ان التجمعات فى نقصان واستطلاعات الرأى تأكد تآكل شعبيتهم. لقد اصبحوا امام الشعب هم الذين يعطلون المسيرة ويأوون الارهاب ويمارسون الديكتاتورية ويحرقون الوطن . لقد اقنعوا الشعب يوما بعد يوم بفشلهم , ومارسوا كل شئ الا الطريق الصائب وهو اقناع الشعب بانهم بديل سياسى راق. بدلا من ان يتقربوا الى الشعب بالمساعدة فى حل مشاكله وتقديم كل سبل الدعم لرفع الاعباء الحياتية عن كاهله فتزداد شعبيتهم , انتهجوا منهج الطالب الفاشل الذى يسهر ليلة الامتحان يتعب فى عمل الورقة التى سيغش منها بدلا من ان يذاكر, ثم يقبض عليه فى اللجنة متلبسا بالغش ويخسر مستقبله. ثم جائت اللحظة الفاصلة بأنهم اعلنو ,بعضهم تلميحا واكثرهم تصريحا, بأن الذكرى الثانية للثورة لن تمر الا برحيل الرئيس, وكما اسلفت فى مقال سابق انهم ارادوا استنساخ ومحاكاة الثورة ولكن مع اضافة العنف المفرط ضد مؤسسات الدولة, منافيا ذلك كل مبادئ العقل واصول الحكمة. وتمر الأيام الثمانية عشر يوما بعد يوم فلا نرى الا عنفا غير مبرر ولامنطقى, مرفوض من كل طوائف الشعب, ولانرى الا نقصان فى اعداد المتعاطفين معهم, ولا نرى الا تخبطا فى تصريحاتهم وخبالا فى افكارهم. ولم يتبق من الثمانية غشر يوما الا يوم الرحيل, واعلنت جماعات العنف التى يرعونها انه هو يوم اقتحام القصر ورحيل الرئيس . فماذا اذا مر اليوم كسابقيه, وفشلت محاكاة الثورة بكل فصولها, واشرقت شمس 12 فبراير 2013 ورئيس مصر المنتخب من الشعب مازال هو الرئيس , ومازال امامه اكثر من ثلاثة اعوام حتى تجرى انتخابات رئاسية اخرى ويقول الشعب كلمته باستمراره فترة ثانية او اختيار رئيس منتخب آخر كما فى كل ديموقراطيات الدنيا. أنا اعتقد انه اذا كان هناك لدى قبادتهم ادنى درجة من الخجل او الاحساس, وأشك فى ذلك, بأن يعترفوا بفشلهم وينسحبوا نهائيا من المشهد السياسى ويتركوا احزابهم للقيادات الشابة عسى ان يكونوا اذكى منهم ويمارسوا السياسة حسب القواعد والاصول المتعارف عليها فى كل دول العالم المحترمة. إننى لاأكترث كثيرا لجماعات العنف لاننى أؤمن بانها ظاهرة مرفوضة تماما وبعيدة كل البعد عن جوهر الشخصية المصربة. كما اننى على ثقة تامة بكفائة الاجهزة الامنية المصرية فى القضاء على هذه الظاهرة فى وقت قصير. ولكن الذى بقلقنى جدا ويؤلمنى ايضا هذا الكبر والتعنت فى المواقف من قبل قيادات الجبهة والممارسة اللاخلاقية للسياسة التى ينتهجونها . أيها السادة صدقونى ان الشعب المصرى , وهو فى معظمه لاينتمى الى اى توجه سياسي ولاتعنيه السياسة الا بما سوف ترفع من شأنه وتصلح من أحواله, يتمتع يذكاء فطرى عال يمكنه من معرفة الطيب من الخبيث ولايغرنكم انه يراقب القاصى والدانى يتكلم نيابة عنه وهو صامت فانه شعب صبور بطبعه ولكن الويل كل الويل لمن اصر على ان ينفد صبر هذا الشعب وساعتها لايلومن الا نفسه الحمقاء التى لم تعى تاريخ الشعب المصرى جيدا وماثورة 25يناير 2011 ببعيد فهل من متعظ. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]