لا أدري حتى اللحظة من يقف وراء طرح أسماء معينة لخوض انتخابات الرئاسة أمام مرشح الوطني عام 2011؟! لم نسمع أن واحدا من الأسماء المقترحة، أعلن بنفسه رغبته في يكون مرشحا للرئاسة، ومع ذلك حوصر الرأي العام بهذه الأسماء، وبالحاح شديد الغرابة.. وكأن ثمة من يريد أن يجعل من الانتخابات القادمة أن تكون أكثر "عبثية" مما هي عليه سواء في عصور الاستفتاء أو في شكلها التعددي الديكوري والشكلي عام 2005. د. عبد المنعم سعيد، وهو أحد أكثر منظري أمانة السياسات "حرفية" في التحليل السياسي، تهكم في الأهرام يوم أمس 31/10 على الظاهرة، بل وعلى بعض الأسماء المقترحة، وربما يكون "سعيد" محقا فيما ذهب إليه، عندما لاحظ مدى "الخفة" في تقدير دقة اللحظة التاريخية وحساسيتها، خاصة وأن "شروط" الترشح غير متوفره في الشخصيات المتداولة في هذه "الملهاه السياسية" الصاخبة على "الفاضي". والمثير للدهشة أن تقارير وتحليلات سياسية، تصدر من جهات أجنبية معروفة، بدت وكأنها تعيد انتاج هذه "الملهاة" وكأنها جزء من سوق الصحافة العشوائي في مصر، والمكتظ بالبضاعة المضروبة والمغشوشة، وميله إلى "الزعيق" والشوشرة وصناعة الفرقعات "الهايفة". وكالة رويترز للأنباء نشرت تقريرا يعيد عرض "النسخة المصرية" من "المسخرة" قالت فيه وبكل ثقة أن البرادعي وزويل وعمرو موسى "بدلاء" مبارك على عرش مصر.. و"الجارديان" البريطانية يوم 30 /10 أكدت أن موسى هوخليفة مبارك.. حتى الصحف الإسرائيلية مثل "جيروزاليم بوست" نشرت تحليلا كتبه "زفى مازئيل"، المختص فى الشئون العربية قطع فيه بأن: عمرو موسى هو رئيس مصر القادم! ولقد سبق لي أن أكدت في أكثر من مقال أن "الخارج" الذي يراهن عليه البعض، لم يعد يعرف شيئا عن مصر،إلا من خلال ما تنشره الصحف المصرية، وقد انتقدت تقارير سيادية أمريكية ندرة المعلومات الاستخباراتية عما يجري من سيناريوهات حقيقية في كواليس السلطة بالقاهرة، وبعضها طالب بتعزيز الميزانية المخصصة لهذا الملف، ولعل أصدق دليل على هذه الظاهرة، هو ما تنشره الصحف الأجنبية عن جدل "الخلافة" في مصر، إذ يكاد يكون "طبعة" أجنبية لما هو معروف ومتداول في المجتمع السياسي المصري أو في الصحافة المصرية بدون أية إضافات أوتحليلات جادة وحصيفة، ما يعني خروج الاهتمام بمستقبل مصر السياسي من على أجندة عواصم القوى الدولية التي يسود الاعتقاد بأنها لاعب أساسي في الحسابات المصرية الخاصة بنقل السلطة. الظاهرة في مجملها سواء في التعاطي "الوطني" أو "الخارجي " مع ملف الخلافة في مصر، يعكس حالة عدم اكتراث حقيقي بما ستأوول إليه الأوضاع في مرحلة ما بعد الرئيس مبارك.. وإذا كان فتور الحماس الخارجي بشأنه يرجع إلى ثقته في أنه سيحسم لصالح السلطة التي يعتبرها الغرب القوة السياسية "الآمنة" و"الأمينة" على مصالحه في المنطقة، فإنه من المستغرب أن يتحول الملف في يد النخبة المصرية، إلى "ملهاة" وأداة لتسلية الرأي العام على طريقة "الكلمات المتقاطعة".. والتعامل معه ك"حافظة نقود" لشراء أكبر كمية من الصحف.! [email protected]