أنشئ كوبرى عباس عام 1908، فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى الذى حمل الكوبرى اسمه، وارتبط هذا الكوبرى بالنضال الوطنى فى مصر، وكيف كانت الحركات الطلابية لها تأثيرها قبل الثورة، وكانت البداية عندما تناقلت الصحف التصريح الخطير عام 1935 الذى أدلى به السير صمويل هور مقدمًا نصيحة للمصريين بعدم جدوى فى إعادة دستورى 1923 و 1930 ، لأن الأول ظهر أنه غير صالح العمل به والثانى ضد رغبة الأمة بالإجماع. وكان هذا التصريح سببًا فى انتشار موجة عامة لانتقاده والهجوم عليه وعلى الحكومة المصرية، ثم زاد من التهاب المشاعر الوطنية عندما حل 13 نوفمبر يوم عيد الجهاد الوطنى، حيث انفجرت مظاهرات الشباب فى الجامعات، فخرجت المظاهرات تهتف ضد التصريح البريطانى وضد الاحتلال, ونادت بسقوط الوزارة، وعندما اندفعت حشود الطلاب لتجتاز كوبرى عباس لتصل لقلب العاصمة ترصدها البوليس وأطلق عليهم النيران. وفى اليوم التالى شهدت كوبرى عباس مظاهرات أكثر ضراوة، شارك فيها طلاب المدارس الثانوية والمتوسطة وعند اجتياز كوبرى عباس تصدت لهم قوة من كونستبلات الإنجليز، فسقط عدد من الجرحى كما توفى عدد من الطلبة، وكان من أبرز المتظاهرين فى هذه المظاهرة المناضل السياسى الكبير المرحوم إبراهيم شكرى الذى أطلق عليه الشهيد الحى . وفى مثل هذا اليوم عام 1946 شهد الكوبرى نفسه شهد مذبحة كبيرة، أدت إلى غرق وجرح العشرات، ويعتبر هذا اليوم من الأيام المشهودة للحركة الطلابية. وسبب اندلاع المظاهرات فى ذاك اليوم هو فشل رئيس الوزراء النقراشى باشا فى التخلص من الوجود العسكرى البريطانى فى مصر وإنهاء العمل بمعاهدة 36، وبالفعل ففى 20 ديسمبر 1945 بادرت الحكومة المصرية بإرسال مذكرة إلى الحكومة البريطانية تطالبها بإعادة النظر فى المعاهدة، ولكن جاء رد الحكومة البريطانية بعد نحو شهر مخيبًا لآمال كل المصريين، فقد أكدت بريطانيا على صلاحية المبادئ الأساسية للمعاهدة, كما أنهم لم يستجيبوا لموضوع المفاوضات ورفضوا مناقشة مسألة السودان، وكان هذا الفشل الذريع للنقراشى باشا قد زاد من حرج الوزارة، مما أدى إلى اندلاع المظاهرات الشعبية التى فجرها طلاب الجامعة، فوقعت حادثة كوبرى عباس الشهيرة على أثر انعقاد مؤتمر علم لطلبة الجامعة، وأصدر قراراته بوقف الاتصالات مع بريطانيا وجلاء القوات البريطانية، وإلغاء معاهدة 36 ، وعندما خرج المؤتمرون فى مظاهرة كبرى نحو قصر عابدين، وأثناء عبورهم كوبرى عباس اعتدى عليهم البوليس بوحشية، وأطلق عليهم النيران، ثم قاموا بفتح الكوبرى فسقطوا فى عرض النيل، مما أدى إلى غرق وجرح العشرات.