قالت صحيفة (الجارديان) البريطانية إنه في حال حدوث ربيع كردي على غرار الربيع العربي فإن ما سيتمخض عنه سيصب في مصلحة الأكراد وتركيا وليس فقط من خلال وضع حد للصراع الدائر بينهما. ولفتت الصحيفة البريطانية - في مقال إفتتاحية أوردتها على موقعها الإلكتروني - إلى أنه برغم أن أرضية التفاؤل لإحراز أي تقدم بين الجانبين انهارت عدة مرات إبان فترة الصراع الدائر منذ 30 عاما بين حزب العمل الكردستاني وتركيا، إلا أنه يبدو أن هناك تقدما يلوح في الأفق. ورأت الصحيفة أن الحكومة التركية قد أحرزت تقدما مهما في محادثاتها الأولى مع عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني، بهدف إنهاء الصراع الذي راح ضحيته عشرات الآلاف على مدى ثلاثة عقود. ومع ذلك فقد أكدت الصحيفة أنه لا يزال هناك بعض السبل التي من شأنها أن تسهم في إعلان وقف إطلاق النار من قبل حزب العمال الكردستاني كحدوث ربيع كردي يصب في مصلحة كافة الأطراف المعنية ويهدف لإنهاء هذا الصراع. ورصدت الصحيفة بعض المزايا التي ستصب في ميزان مصلحة الطرفين فبالنسبة لأوجلان (المحتجز في معتقل بجزيرة منذ 14 عاما) قد يكون نجاح المحادثات بمثابة إمكانية تلوح بإنهاء عقوبته أو وضعه قيد الإقامة الجبرية أو حتى في النهاية إصدار عفو عام عنه؛ وبالنسبة للأكراد تتمثل هذه المزايا في صياغة دستور جديد، وإعادة صياغة قوانين مكافحة الإرهاب، وإنهاء حالة الإحتجاز السابق للمحاكمات إلى أجل غير مسمى، ووقف اضطهاد الآلاف من الناشطين السلميين، ووضع مناهج لدراسة اللغة الكردية. وتابعت الصحيفة قولها "أما بالنسبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، فقد يصل إلى سدة الحكم وفقا لرغبته بصلاحيات تنفيذية كاملة، مشيرة إلى أنه في ظل دعم حزب السلام والديموقراطية الكردستاني ومع وجود 36 مقعدا في البرلمان لحزب العدالة والتنمية، يمكن أن يضمن أردوغان الحصول على أغلبية لإجراء إستفتاء. وخلصت صحيفة (الجارديان) البريطانية إلى أن هناك عدة عقبات ينبغي تجاوزها كي يضع الطرفان نهاية لهذه الأزمة المتفاقمة، مؤكدة أن اللقاء الثاني المقرر أن يتم تحديد موعده خلال عدة أيام بين أردوغان وأوجلان يبدو أخبار جيدة للوقت الحالي.