الشيخ عبود الزمر: الدعوة لوساطة الجيش فى الحوار الوطني توريط له ومسعى لإضعاف مؤسسة الرئاسة رفضت الجماعة الإسلامية الدعوات المتتالية لتشكيل حكومة إنقاذ وطني، معتبرة أن هذه الدعوة مجرد مضيعة للوقت لا تؤمن تحقيق إنجاز ذا قيمة، لاسيما أن هذه الحكومة ستكون أسيرة للمحصاصة الحزبية ولا تنجح في تحقيق أي طفرات تمس حياة الأغلبية الساحقة من الشعب بل قد تقود البلاد لفوضى عارمة. وقال الشيخ عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية إن أفضل الخيارات هو الإبقاء على الحكومة الحالية لإدارة الأوضاع لحين إجراء الانتخابات - رغم تحفظاتنا الشديدة على أدائها – والانتظار لحين إجراء انتخابات مجلس النواب وتشكيل حكومة وفقا للدستور الجديد تقود مصر خلال السنوات الخمسة القادمة. وانتقد الزمر بشدة فوضى المبادرات الدائرة حاليا بالقول إن مثل هذه المبادرات المتعددة تكريس لحالة الاستقطاب السياسي والانفلات، لافتا إلى تفضيله التركيز على دعوة الحوار التي أطلقتها مؤسسة الرئاسة للحوار باعتبارها الجهة الوحيدة في مصر التي تتمتع بشرعية انتخابية، لاسيما أن هناك تناقضا في الأطروحات الخاصة بالمبادرات المختلفة تقودها لنفق مظلم. واستغرب الزمر بشدة دعوة جبهة الإنقاذ للرئيس مرسي بإعلان المسئولية السياسية عن مقتل مواطنين أمام سجن بورسعيد العمومي، متسائلاً كيف يتحمل الرئيس المسئولية عن محاولات اقتحام سجن من قبل بلطجية وأطراف مجهولة لا ترغب في استقرار البلاد. ولم يخف الزمر ضيقه الشديد من دعوة جبهة الإنقاذ الوطني للقوات المسلحة لتكون وسيطاً وضامناً للحوار الوطني، معتبرا الأمر محاولة لتوريط القوات المسلحة في دور سياسي واستقطابها لخدمة فصيل سياسي معين يضعف مؤسسة الرئاسة وهو أمر غير مقبول جملة وتفصيلاًَ. وأبدى الزمر استغرابه لدعوة البعض لانتخابات رئاسية مبكرة بالقول: من يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة هي السلطة الحاكمة وليس المعارضة حسب التقاليد الديمقراطية، مطالبا القوى السياسية بأن تضع مصالح البلاد في مقدمة أولوياتها وليس المصالح الفئوية الضيقة والخاصة. وشدد على ضرورة أن تنضم القوى السياسية للحوار الوطني بقلب مفتوح وتكف عن وضع الشروط وتعمل بقوة على الوصول لتسوية تخرج البلاد من أزمتها وتعيد الهدوء والاستقرار للبلاد، لاسيما أن الفوضى السياسية تحمل تأثيرات بالغة السوء على الأغلبية الساحقة من المواطنين محدودي الدخل والفقراء.