القاهرة (رويترز) - بعد أسبوعين من تعرض ناشطين من الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" للضرب والركل وتمزيق ملابس ناشطات في اعتداءات شنها مؤيدو الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم نظمت الحركة يوم الاربعاء أكبر مظاهرة للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك المستمر منذ نحو 24 عاما. وفيما بدا أنه تحد لمرتكبي الاعتداءات احتشد بحلول المساء نحو 800 من قيادات وأعضاء الحركة بجوار ضريح الزعيم الراحل سعد زغلول في وسط القاهرة وحملوا الشموع ورددوا الاناشيد في المكان الذي تعرض فيه عدد منهم لاول مرة للضرب. وكان متظاهرون يرتدون ملابس مدنية ويحملون صور مبارك ويرفعون لافتات كتبت عليها شعارات مؤيدة له يرددون هتافات تدعو لترشيحه لفترة رئاسة جديدة قد اعتدوا يوم 25 مايو ايار الماضي على متظاهري الحركة وهم يحتجون على استفتاء على تعديل دستوري يسمح بخوض أكثر من مرشح للانتخابات الرئاسية لكن معارضين يقولون ان القيود الواردة فيه تجعله أقرب الى نظام الاستفتاء. ولم تتدخل شرطة مكافحة الشغب او تحاول تفرقة المحتجين او تمنع الناس من الانضمام الى المظاهرة. وتأسست الحركة المصرية من أجل التغيير في العام الماضي رافعة شعار "لا للتجديد (لمبارك لفترة رئاسة خامسة) ولا للتوريث (للحكم لنجله جمال القيادي البارز في الحزب الوطني الديمقراطي"). وفيما بدا أنه تصميم على مواصلة التظاهر رغم الاعتداءات قال المنسق العام للحركة جورج اسحق لرويترز "هذه وقفة احتجاجية حتى لا يتكرر الضرب مرة أخرى ... لن يحدث بعد اليوم أن تمتد يد أحد على أحد. انتهى هذا الموضوع." وقال المتحدث باسم الحركة عبدالحليم قنديل "هذا جزء من سلسلة الاحتجاجات على ما جرى في هذا المكان .. الفكرة أن العنف الدائم الذي استخدمته السلطات - خاصة اشكاله شبه الهمجية مثل انتهاك أعراض النساء - استفز قطاعات من الرأي العام." وأضاف "كان الهدف من الاعتداءات احداث اذلال نفسي لمنع التظاهر نهائيا. نحن نريد أن نقول العكس. الرجال والنساء لا بد أن يتظاهروا لتكريس حق التظاهر." وكانت اعتداءات وقعت في نفس اليوم على متظاهرات من الحركة وصحفيات قد تسببت في تمزيق ملابس عدد منهن وتعرية أخريات أمام مبنى نقابة الصحفيين. وقال القيادي في الحركة المحامي أحمد سيف الاسلام حمد "القيمة الرمزية لهذا اليوم أننا نقول انه مهما كان ما حدث من قهر فان المصريين مصممون على أن يقولوا كلمتهم وأن يقولوا لا وأن يقولوا كفاية لكل أنواع القهر والظلم والحجر على الرأي حتى لو وصل الامر الى أقصى ما تستطيع أن تهين به الانسان المصري وهو أن تنتهك عرضه." وكان ممن تعرضوا للضرب قرب ضريح سعد عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس لجنة الحريات بها محمد عبد القدوس الذي قال لرويترز "جئنا الى هنا في المكان الذي تعرضنا فيه للضرب أول مرة لنقول لا للاستبداد السياسي." وأضاف "الضغط المحلي أولا والضغط العالمي ثانيا جاء بنتيجة. جئنا الى المكان الذي تعرضنا فيه للضرب لنقول من جديد كفاية." وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري يوم الاربعاء الماضي على حق التعبير عن الرأي وحث على اجراء انتخابات نزيهة في مصر. وقالت ناشطة شابة ترفع احدى لافتات الحركة "عايزين نوصل للحرية. نفسنا نوصل للدولة اللي بنحلم بيها طول عمرنا. بنقول كفاية لحكم استمر 24 سنة." وردد المتظاهرون نشيد "بلادي بلادي لك حبي وفؤادي". وعلى موسيقى النشيد الوطني هتفوا "كفاية كفاية كفاية احنا وصلنا للنهاية" و"كفاية كفاية كفاية كل ظالم له نهاية." ورفعوا لافتات كتب عليها "لا تراهنوا على هدوء شعبنا انه الهدوء الذي يسبق العاصفة" و"اقتلوا الخوف تكتب لكم الحياة" و"ارحل". وحضر المظاهرة رئيس حزب الغد أيمن نور والاديبان البارزان بهاء طاهر وابراهيم عبدالمجيد. وفي ختامها انفض الحشد في هدوء تحت أعين ألوف من قوات الامن بقيادة مدير أمن القاهرة اللواء نبيل العزبي وكبار مساعديه.