"ياسين": مستجدات دولية وإقليمية تدفع لتحقيقها.. "الدراوى": قطار المصالحة ينطلق الشهر المقبل.. وأبو الحسن: مصر تقف لأول مرة على مسافة واحدة من الحركتين أعرب مفكرون ومتخصصون في الشأن الفلسطينى عن تفاؤلهم الكبير بنجاح المصالحة الفلسطينيةبالقاهرة، مشيرين إلى أن المفاوضات التى تجري الآن تؤكد رغبة الطرفين فى تحقيقها إضافة إلى المستجدات على الساحة العربية والمحلية والدولية فى ظل وقوف مصر لأول مرة على مسافة واحدة من الحركتين. وأكد عبد القادر يس، المفكر الفلسطيني، أن هناك مستجدات على الساحة العربية والمحلية والدولية تدفع إلى تحقيق المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية. وقال يس إن المفاوضات التي تجري الآن تؤكد رغبة الطرفين في المصالحة وتشكيل حكومة جديدة، رغم أن المفاوضات السابقة لم تأت بجديد في ظل تمسك كل طرف على توقيع الاتفاق دون أن يتحقق شىء على أرض الواقع. وأشار عبد القادر إلى أن الرئيس عباس فقد كل السبل في إجراء المفاوضات مع الجانب الصهيوني، وكذلك حركة حماس لم تعد حركة المقاومة على ما كانت عليه في السابق، والحرب الأخيرة على غزة كانت داعيًا رئيسيًا لتحقيق المصالحة. وأضاف أن كلا الطرفين عنده سبب رئيسي لعدم المصالحة، فحماس تخشي من أن تثأر فتح لما جري لها في الحكم العسكري الذي تم عام 2007، وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس ملتزم بالفيتو الإسرائيلي الأمريكي الذي لم ينتهِ إلى الآن. وأشاد عبد القادر بالدور المصري الذي تقوم به اتجاه القضية الفلسطينية مؤكدا أن هذا ليس غريبًا على مصر ودورها الإقليمي في المنطقة العربية. أكد إبراهيم الدراوي، مدير مركز فلسطين للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس في طريقها إلى الإنجاز، من خلال المفاوضات النهائية لإتمام المصالحة برعاية مصرية، بداية شهر فبراير المقبل. وأشار الدراوي إلى أن هناك رؤية عربية وإسلامية لإنهاء الانقسام بين أكبر فصيلين فلسطينيين، خاصة أنه من المتوقع أن تأتي حكومة متطرفة عقب الانتخابات المقرر إجراؤها منتصف الشهر الجاري، وهو ما يحتم إتمام المصالحة حتى لا تقع الكارثة على جميع أبناء الشعب الفلسطيني. وأشار الدراوي إلى أن الفرصة لإتمام المصالحة أصبحت سانحة خاصة في ظل وجود أول رئيس مصري منتخب بعد ثورة 25 يناير، وأصبح الوضع مختلفاً عن العهد السابق الذي كان يتحيز لطرف ضد طرف آخر، بسبب أن مصر بعد الثورة استطاعت إنجاز عدة ملفات في صالح القضية الفلسطينية مثل الإفراج عن الأسرى والوقوف بجانب الرئيس أبو مازن في خطوته لإعلان دوله فلسطين بالأمم المتحدة، ووقف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بشروط المقاومة الفلسطينية، وهو لم يحدث عبر التاريخ الماضي كله، معتبرًا أن هذه الإنجازات ستتوج بإنجاز المصالحة الفلسطينية. وأيدته الرأى سوسن أبو الحسن، المتخصصة في الشئون العربية، معتبرة أن الاتفاق الذي يتم بين فتح وحماس في القاهرة نواة طيبة للانطلاق نحو المصالحة الشاملة، خاصة في هذا التوقيت نظرًا للقواسم المشتركة بين فتح وحماس بدليل الاحتفال الأخير فى قطاع غزة ذكرى تأسيس حركة "فتح"، مطالبة باستغلال هذا التفاهم لحل المشاكل الأمنية وبناء مؤسسات الدولة وتشكيل حكومة مشتركة بين الطرفين والإفراج عن المعتقلين في غزة ورملة، مشيرة إلى أن محمود عباس وخالد مشعل يصران على إتمام المصالحة، خاصة أن مصر تقف الآن على مسافة واحدة من جميع الفصائل.