سادت حالة من الغليان داخل المؤسسات الصحفية الكبرى أمس أثر تسرب معلومات عن انتهاء مجلس الشوري من إعداد قائمة التغييرات لقيادات هذه المؤسسات ، خصوصاً في مؤسسة الأهرام التي أعرب الكثيرون من رموزها عن غضبهم الشديد لتعيين أسامة سرايا رئيساً لتحرير صحيفة " الأهرام " خلفاً لإبراهيم نافع ، فيما تولى عماد الدين أديب رئاسة مجلس إدارة المؤسسة . وكانت التسريبات حول قائمة التغييرات الصحفية قد حملت مفاجآت متعددة ، أبرزها تعيين عماد الدين أديب ،المقرب من مؤسسة الرئاسة ولجنة السياسات رئيساً لمجلس إدارة الأهرام وأسامة سرايا رئيسا للتحرير ، وكذلك ترشيح مرسي عطا الله رئيساً لمجلس إدارة دار المعارف ورئيساً لتحرير مجلة " أكتوبر" . وفي مؤسسة أخبار اليوم ، تم تعيين محمد بركات رئيساً لتحرير الأخبار ومحمد الشماع رئيساً لتحرير أخبار اليوم وياسر رزق لآخر ساعة ، كما ترددت أنباء عن عودة عادل حمودة لرئاسة تحرير روزاليوسف . وأكدت مصادر داخل الأهرام أن هذا الترشيح سيكون كارثيا علي مستقبل المؤسسة ، وبلغ الغضب حدته داخل مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ، حيث أعرب أقطاب المركز ، وعلي رأسهم الدكتور عبد المنعم سعيد ومحمد السيد سعيد ، عن تخوفهما علي مستقبل المؤسسة في حالة صحة هذه الترشيحات ، خصوصاً أن سرايا لم يحقق أي نجاح يذكر بمجلة الأهرام العربي التي يرأس تحريرها منذ صدورها ، وتحولت علي يديه إلي أكثر الاصدارات فشلاً داخل الأهرام . وينتظر ، حسب المصادر ، أن تتصاعد حالة من العضب داخل المؤسسة نتيجة تجاهل هذه الترشيحات للعديد من الشخصيات الجديرة بتحمل المسئولية والتي تحظي بالتقدير المهني والشخصي في الأوساط الصحفية والسياسية . وكان العديد من رموز الأهرام ، وعلى رأسهم محمد سلماوي وصلاح الدين حافظ ، قد أبدءوا رفضهم الشديد لاختيار قيادات المؤسسات الصحفية ، وعلى رأسها الأهرام ، على أساس الترشيحات الأمنية أو جعلها رهينة بالصراع المحتدم بين أجنحة السلطة المتناحرة ، خاصة الجناح الذي يمثله جمال مبارك ولجنة السياسات بالحزب الوطني ، والذي يسعى لإحكام قبضته على المؤسسات الصحفية لتدعيم موقفه في الصراع مع الحرس القديم . وأعرب هؤلاء الرموز عن تخوفهم من أن سيطرة أجنحة السلطة على المؤسسة قد يفقدها ما تبقى لها من استقلالية مهنية ، تسمح لها بعرض بعض الاراء المستقلة أو المعارضة ، ويحولها كما هو الحال في بعض المؤسسات القومية إلى صحيفة أو نشرة دعائية للحزب الوطني والحكومة . وبالنسبة لمؤسسة دار التحرير ، فلم يختلف الوضع كثيراً ، إذ أبدى الصحفيون استياءهم الشديد من ترشيح محمد علي إبراهيم لخلافة سمير رجب حيث إن تعيين إبراهيم سيشكل استمراراً للاوضاع المهنية والمالية المتدهورة التي تعاني منها المؤسسة منذ تولي سمير رجب لإدارتها خلفاً لمحسن محمد ، إذ يعد إبراهيم استمرارا لنهج رجب في التحرير والإدارة ، وهو النهج الذي حول المؤسسة إلي فرع من الحزب الوطني . وقد أسهم سلوك علي إبراهيم مع الصحفي "سيد هاني" في واقعة "الحلم" الشهيرة التي استفزت الكثيرين داخل المؤسسة طوال الأسابيع الماضية في تزايد حدة الغضب علي إبراهيم ، كما أن الكثيرين داخل المؤسسة يتوقعون فشله في إدارة المؤسسة التي تعد الأضعف مهنياُ ومالياً مقارنة بباقي المؤسسات الكبرى ، خصوصاً وأن إبراهيم لا يملك رؤية واضحة لإقالة المؤسسة من عثرتها . من جانبها ، كشفت مصادر بالمجلس الأعلى للصحافة أن هذه الترشيحات اشرف عليها كل من جمال مارك أمين السياسات بالحزب الوطني وأنس الفقي وزير الأعلام ، حيث عقدا اجتماعات سرية مع المرشحين تمهيداً لإدخال المؤسسات القومية إلي حظيرة لجنة السياسيات التي أصحبت تسيطر بالفعل علي معظم المؤسسات السياسية والاقتصادية والإعلامية .