لا أدري لماذا سارعت الحكومة المصرية ، بتأكيد مقتل سفيرها بالعراق ، أيهاب الشريف ، رغم أن الإعلان عن اعدامه ، لم يصدر إلا من جماعة الزرقاوي .. فكيف إذن تأكدت القاهر من صحة بيان تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين ؟! تأكيد الحكومة على صحة بيان جماعة الزرقاوي ، و بهذه السرعة ، رغم عدم العثور على جثة الديبلوماسي المصري رحمه الله تعالى فيما خلا الشريط المرفق مع البيان من عملية الاعدام ذاتها ، و اقتصاره على عرض مشاهد مقتطعة من عملية الاستحواب التي خضع لها الشريف ، يطرح كثيرا من التساؤلات ، خاصة وأن الحكومة المصرية ، لم تشر إلى المصدر الذي استندت إليه ، وهي تتحدث بثقة عن صدق و صحة معلوماتها في هذا الشأن . فمن أين أستقت معلوماتها سيما و أن بيان تنظيم القاعدة الذي أصدره عشية الإعلان عن إعدام سفيرنا المسكين ، زعم أن بالعراق فرقا أمنية مصرية ، مارست التحقيق و التعذيب في سجن أبي غريب ، و في مطار بغداد الدولي ، هذا من جهة و من جهة أخرى ، فإن المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية العميلة ، قال إن حكومته تحقق في معلومات أفادت ، بوجود اتصالات بين مصر ، و جماعات مسلحة مقاتلة في العراق ، بل إن وزير داخلية الحكومة العميلة ، ألمح صراحة بأن د. إيهاب الشريف ، راح ضحية اتصالاته بتلك الفصائل !! . هذه الادعاءات من الجانبين ، تعد معلومات بالغة الخطورة ، و تشير صراحة و كما زعم بيان الزرقاوي أو بطرف خفي كما صرح وكلاء الاحتلال ببغداد ، إلى أن الحكومة المصرية ، متورطة بشكل ما ، في المستنقع العراقي. و لقد أصابتني الدهشة و الاستغراب على صمت الحكومة المصرية إزاء هذه الاتهامات ، و لا أدري ما إذا كان المسئولون المصريون ، يدركون خطورة هذه الادعاءات ، أم إنهم مشغولون ب"البزنس الخاص" ، و ليس لديهم من الوقت ، لإدارة أزمات مصر الداخلية و الإقليمية . كنت أتوقع أن تبادر القاهرة إلى إصدار بيان ، تفند فيه هذه المزاعم ، لأن سكوتها لا معنى له إلا إنه صحيح و لا حيلة لها إلى انكاره . خاصة و إن تأكيدها على صحة ما أعلنه تنظيم القاعدة بالعراق ، رغم عدم وجود أدلة أو قرائن ملموسة على مقتل الشربف يعني أن لها عيونا و آذانا داخل العراق ، فيما يجهل المصريون معنى و مغزى وجود هذه العيون و الآذان المصرية هناك ، و ما إذا كان لصالح العراقيين أم المصريين أم لصالح سيد البيت الأبيض المطاع الذي لا يرد له أمر .