استنكر الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف، هجوم عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير جريدة الأهرام في مقال له على الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لافتا أن حضور القرضاوي، جاء بناءً على حرص الأوقاف في هذه الآونة على تفعيل دور المساجد الكبرى، وربط الناس بها من خلال خطاب متميز يستمع الناس إليه من دعاة أكفاء مشهود لهم بالعلم والصلاح مثل القرضاوي الذي يسكن القلوب والعقول. وقال وزير الأوقاف في بيان له حصلت "المصريون" على نسخة منه إن الوزارة وجهت الدعوة إلى فضيلة الشيخ القرضاوي ليلقي خطبة شهرية في الجامع الأزهر، فلبي الدعوة مشكورًا، وقد تناول الشيخ العلامة في آخر خطبة ألقاها يوم الجمعة 28/2/2012 موضوع المصالحة الوطنية بين المصريين بكل طوائفهم وتوجهاتهم. وتابع: "لقد فوجئنا فى الصفحة الأولى من جريدة الأهرام نفسها بمقال كتبه رئيس التحرير عبد الناصر سلامة تحت عنوان "آن للبرادعى والقرضاوى أن يخرسا" أغفل فيه كل هذا، وراح يهاجم الشيخ القرضاوي فى تعاطفه مع الثورة السورية التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء وآلاف الجرحى، بل أخذ يصف الثورة السورية بأنها انتفاضة طائفية واضحة وليست ثورة شعبية بأى حال، ويصف الشيخ القرضاوي بأنه تشغله الطائفية السنية والشيعية والعلوية، واتهمه بأنه يجعل من مصر لحساب دولة قطر رأس حربة؛ للتدخل في شئون دولة أخرى، وأنه استطاع التأثير باسم الدين على مجموعات من البسطاء الذين تأسرهم الخطب الوعظية والجمل الحماسية". وأشار البيان إلى أنه قلبا للحقائق وتلبيسا على الناس وتزويرا وضع الكاتب الشيخ القرضاوي مع الدكتور البرادعي فى سلة واحدة، واتهمهما بالخرف والزهايمر المصاحب لكبر السن، على نحو ما حدث مع الرئيس المخلوع الذى بلغ من الكبر ما بلغ، فلم يقدر على قيادة الدولة بدنيًا وعقليًا، فسقطت بذلك الدولة. ووجه وزير الأوقاف في حديثه لرئيس تحرير الأهرام: "كلامك عن ثورة الشعب السوري هو الذى يؤصل للطائفية التى تزعمها، وكلماتك بشأن الشيخ القرضاوي لن تنقص من قدره شيئا، ولكنها تسحب من رصيدك أنت، على حد قول الشاعر: "كناطح صخرة يوما ليوهنها.. فلم يضرها وأوهى قرنه الوعي"، وأما ثورة أهل سوريا على سفاحها وجزارها بشار الأسد وعصابته فإنها ثورة على الظلم والغشم الذى تباشره الأنظمة الفاسدة فى بلادنا، وسيكون مصير الظالمين فى سوريا كمصير الظالمين في ليبيا ومصر واليمن وغيرهم. ودعا وزير الأوقاف رئيس تحرير الأهرام إلى التخلى عن دغدغة المشاعر عن طريق عبارات مطاطة مثل قوله" مصر تحكمها الآن سلطة رسمية تنفيذية وتشريعية وقضائية يجب أن تنطلق منها وبها كل المواقف السياسية، داخلية كانت أو خارجية"، مشيرًا إلى أن الرد جاء على مثل هذه العبارات فى نفس يوم نشرها على لسان رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى حين أيد فى خطابه أمام مجلس الشورى جهاد شعب سوريا، ووقوف المصريين وراءهم حكومة وشعباً حتى تتحقق لهم الحرية والكرامة التى ينشدونها. وفي نهاية البيان تساءل عفيفي بقوله:"فهل يكفيك هذا التوجه من رأس النظام فى مصر، أم أن الرؤى الخاصة واتباع الهوى هو الذى يقودنا إلى هذه الجهة أو تلك؟." جدير بالذكر أن وفدًا صحفيًا من مؤسسة الأهرام برئاسة ممدوح الولي رئيس مجلس الإدارة ونقيب الصحفيين، قام بزيارة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتقديم التوضيح اللازم حول ما نشر بصحيفة الأهرام من عبارات تضمنت إساءة للعالم الجليل، وقدم الوفد اعتذاره للقرضاوى مؤكدًا تقديره واحترامه.