دخلت الحرب الخفية التي يخوضها أركان النظام الحاكم حول تعيين رئيس جديد لاتحاد الإذاعة والتليفزيون مراحلها الأخيرة حيث يراهن الحرس القديم على الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ العلاقات العامة بكلية الإعلام وصاحب احدي شركات الدعاية والذي يتمتع بصلة وثيقة مع صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني بينما اقترحت لجنة السياسات التي يترأسها جمال نجل الرئيس مبارك تعيين محمد كمال مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة لشغل هذا المنصب. وقد شن كل طرف حملة شديدة على مرشح الآخر حيث أكد الحرس القديم افتقاد كمال للخبرة والدراية بكواليس الاتحاد وعدم أهليته لشغل هذا المنصب في الفترة الحالية بالمقارنة بالخبرة الكبيرة التي يتمتع بها عبد العزيز الذي يتعامل مع ماسبيرو منذ سنوات عديدة ولديه رؤية واضحة لحل مشاكله بينما وجهت لجنة السياسات انتقادات لاذعة لعبد العزيز بتاكيد أنه من رجال الحرس القديم ويفتقد لخطط ابتكارية تنقذ الاتحاد من عثرته ويسيطر عليه الفكر الشمولي والنهج القديم الذي تسبب في الورطة التي يعاني منها الجهاز الإعلامي المصري بالمقارنة مع الفضائيات العربية. وقد رأت مصادر أن صفوت الشريف يدعم بشدة سامي عبد العزيز لتأكيد أنه مازال في الصورة ولديه الكثير من الأوراق بعد أن استبعدت ترشيحاته حول التغييرات الصحفية التي جرت في الأسبوعين الماضيين حيث يرى الشريف أنها معركة حياة أو موت مع الجيل الجديد في الحزب االذي أصبح يسيطر سيطرة تامة على أغلب مؤسسات الدولة وكون الهزيمة في هذه المعركة تؤكد انتهاء عصر الشريف بعد أن تم رفض تعيين ابن شقيقه إبراهيم العقباوي لشغل هذا المنصب. لكن جهود الشريف لا تمنع ارتفاع حظوظ محمد كمال الذي يحظى بثقة جمال مبارك وهذا ما يرجع أن تكون هزيمة الشريف في معركة اتحاد الإذاعة والتلفزيون بالصدمة الفادحة الكفيلة بإنهاء نفوذه على المبنى الذي استمر لأكثر من 25 عاما.