في مذكرة سرية وعاجلة رفعها للرئيس مبارك قال أحمد الليثي وزير الزراعة أنه فور توليه مهام منصبه علي رأس وزارة الزراعة حرص علي التعامل مع يوسف والي باحترام شديد جدا , واستجاب لكل ما أراده نائب رئيس الوزراء الأسبق من مطالب تتعلق بمصالح تخص عناصر تابعة له , إلا أنه فوجيء بيوسف والي يخطط لعرقلة مهامه وإحراجه أمام القيادة العليا , وقال الليثي أنه فور توليه مهام منصبه أصد ر قرارات بحظر التعامل مع ثلاثة مجموعات من المبيدات والتخلص منها بالإعدام نظرا ً لكونها تحمل مسببات أورام سرطانية وخلافه وهي مبيدات محرمة دوليا يندرج تحتها 45 نوع من المبيدات الفوسفورية المحرمة دوليا والتي ظل الوزير الأسبق يسمح بإدخال العديد منها الي مصر وهو يعلم بخطورتها حتى يوم خروجه من الوزارة . وقال الليثي للرئيس مبارك في مذكرته السرية أنه فوجيء في ذروة الموسم الصيفي بخروج المبيدات المحظورة من مخازن وكلاء الشركات الإسرائيلية الموالين ليوسف والي بالقاهرة والأقاليم وبيعها بأسعار مخفضة للزراع والذين يعلمون فعاليتها علي الحشرات ونمو الثمار لكن لا يعرفون شدة أثارها الجانبية وهو ما أثار الزعر بين المواطنين , ودعا رئيس الجمهورية للتدخل لوقف تلك الكارثة . مصادر مطلعة أكدت للمصريون أن الرئيس مبارك طلب من أكثر من جهاز أمني متابعة الموقف وتقديم تقرير عاجل له وثبت للأجهزة في تقريرها أن وكلاء وزراع علي علاقة بشركات إسرائيلية منتجة لمستلزمات الإنتاج الزراعية يجتمعون دوريا بيوسف والي في مكتبه بمبني الصوب الزراعية بوزارة الزراعة , وأن هؤلاء الوكلاء خططوا لإحراج الوزير الجديد أحمد الليثي عبر ترتيب ملعوب المبيدات له , وهو المخطط الذي وجد فيه يوسف والي فرصة لكي يظهر للناس وللقيادة السياسية أنه ترك الوزارة والمبيدات لا تزال تنتشر وتهدد صحة الناس , وذلك رغبة منه في تعويم قضية المبيدات ، وبالفعل تم استدعاء العناصر الموالية ليوسف والي وصدرت تعليمات مشددة إليهم بتسليم ما بحوزتهم من مبيدات محظورة وتم صرف أثمانها لهم , بينما هاجمت عناصر أمنية مخازن من رفضوا الامتثال للأمر أو حاولوا تكديس المبيدات في مزارعهم والهرمونات وتمت عمليات مصادرة لها وصلت لعشرات الآلاف من الأطنان . وكانت معركة حامية الوطيس قد تفجرت مؤخرا بين اللوبي المرتبط بيوسف والي وبين وزير الزراعة الحالي المهندس أحمد الليثي والمجموعة الجديدة التي أختارها للتعاون معه في تطهير الوزارة مما علق بها من اختراق أجنبي وفسا د طال الأمن القومي لمصر خلال العقدين الماضيين الليثي اتهم سلفه نائب رئيس الحزب الحاكم حاليا بالوقوف خلف موجات التسمم الأخيرة التي ظهرت علي أعداد من المواطنين وتسببت في وفيات بينهم , وأتهمه بأنه يقف وراء موجات الجراد التي هاجمت مصر أواخر العام الماضي , وأنه يستغل وجود عناصر قيادية مواليه له بالوزارة والأقاليم في العمل علي عرقلة جهوده الإصلاحية في هياكل الوزارة . وكان أحمد الليثي قد أمر بتصفية وحدات الخدمات البستانية والاقتصادية اللتان أسسهما يوسف عبد الرحمن المسجون حاليا وأقال مائتي مسئول منهم العشرات علي درجة وكيل وزاره ومديرين عموم ومديري إدارات وتخلص من معظم رجال يوسف والي في الديوان الرئيسي للوزارة والإدارات الرئيسية , وهو ما جعل تشكيل من المافيا المنتفعة بوجود يوسف والي يتحرك ضد الليثي هذا التشكيل يتواجد في الوزارة والمديريات بالمحافظات والأقاليم والبرلما ن والمحليات والحزب الوطني نفسه , وهو ما يشير إلى أن إطاحة يوسف والي لها توابع خطيرة , تلك التوابع تمثلت في وضع العراقيل امام الوزير الجديد والكيد له , وهو ما جعل احمد الليثي يستغيث بالقيادة السياسية بعد أن تحدي يوسف والي وأنصاره أجهزة الدولة .