أأرسل لنا أحد القراء رسالة يطلب فيها منا مساعدة جارة له فقيرة وتمر بظروف صعبة، ديوان المظالم ذهب إلى هناك قرية صغيرة من قرى محافظة الدقهلية مركز نبروه.. امرأة في العقد الخامس ترتدي جلبابا أسود وتتلفع بخمار الحزن يكسو عروق وجهها جلسنا معها وبعد أن أطلعتنا على بعض الأوراق التي تدل على صدق كلامها قالت في تأثر: "اسمي فتحية وعمري قارب الخمسين عشت حياة بائسة منذ طفولتي، أعمل في الغيط من الصباح للمساء، ماتت أمي ثم بعدها والدي فعشت مع خالي ذقت مرار الألم واليتم، تزوجت صغيرة كعادة أهل الريف وأنجبت ثلاث بنات، شاء قدر الله أن تولد احداهن بكماء .. طلقني زوجي وتركني ببناتي الثلاث وذهب لبلدة أخرى لا أدري ماذا أفعل لهن، فكرت كيف أنفق عليهن.. وكيف أربيهن وحدي؟ أعانني الله فبدأت أعمل في البيوت وأساعد أهل القرية في مناسباتهم المختلفة، وفي كل ما أمر به من صعاب كنت احمد لله واشكر فضله ونعمائه على الصحة والعافية، كبرت بناتي ومعهن ضعفت صحتي وقلت حيلتي على الرغم مما أعانيه من الفقر الشديد فقد علمتهن على قدر استطاعتي، وربيتهن تقدم أحد الشباب للزواج من ابنتي الكبرى، التي أتمت تعليمها وحينها قلت أن الحمل الثقيل سيخف عن كاهلي لكن فقر الشاب الذي طلب ابنتي للزواج وقف حائلا بيني وبين إتمام زواجها، ولكن المعدن الطيب لأهل قريتي الطيبين ظهر وقت شدتي فساعدني البعض في تيسير بعض المتطلبات وشرائها وساعدني البعض الآخر في توفير المفروشات وأدوات وأجهزة المطبخ بالتقسيط حتى يتم الزواج وتتسترابنتي في بيت رجل يحميها ويحفظها. وقد تزوجت ابنتي بفضل الله تعالى وبقيت معي ابنتان منهما البكماء التي لا حول لها ولا قوة ودائما تحتاج لمساعدتي ومشكلتي الآن هى كيف أسدد هذا المبلغ الكبير وأنفق على ابنتيّ الباقيتين وصحتي صارت ضعيفة ولم أعد أقدر على العمل كما كنت في شبابي. بمساعدة أهل الخير سددت جزءا من ديون جهاز ابنتي وبقى جزء لا أستطيع سداده وصرت أعيش هم الدين ليلا ونهارا فلا أتذوق طعم الراحة ولا ترى عيني طعم النوم.." غلى هنا انتهى كلام الحاجة فتحية.. ديوان المظالم تنادي أهل الخير لمساعدة الحاجة فتحية في سداد دينها واستكمال مشوار كفاحها بعد أن تركها الزوج وهجرها بعيدا دون أن يلتفت لمسؤلية سوف يحاسبه الله عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.. فهل تسمع نداءها المكلوم قلوب تحب الخير وتتوق للعطاء؟ متعكم الله بالصحة والعافية والستر. ر. أرسل شكواك أو مظلمتك أو حاجتك هنا للسلطة أو الناس ومعها طريقة التواصل معك [email protected]