بعد ظهور نتيجة المرحلة الأولى من عملية الاستفتاء على الدستور وتصدر محافظة سوهاج قمة المحافظات المصوتة بنعم بنسبة تزيد على 78.8% من جملة المصوتين، لم يكن ذلك غريبًا على محافظة تعج شوارعها بالمنتمين للتيارات الإسلامية مثل الجماعة الإسلامية التي قضى أكثر من 3000 من أتباعها في سجون مبارك ليخرجوا في أواخر 2005 ليصنعوا قاعدة شعبية عريضة تنشد التحول الديمقراطي. كما نجحت جماعة الإخوان المسلمين في صناعة قاعدة عريضة من المنتمين لها أو من المتعاطفين مع فكرتها وساعدهم في ذلك الدخول للمجتمع من باب الخدمات الاجتماعية والجمعيات الأهلية. وحرصت "المصريون" على دراسة ظاهرة إصرار الشارع السوهاجي على سيره بخطى واثقة مع إرادة التيار الإسلامي للتغيير رغم تحديات التشويه والتضليل. يقول دسوقي عبد الظاهر 45 عامًا سائق، إنه يرى أن أصدق الناس في الشارع هم أتباع التيار الإسلامي ولم يجد نفسه مضطرًا أن يقرأ في الدستور حتى يصوت له بنعم طالما أن من وضعه كانت غالبية إسلامية بالتأسيسية. وأكد مصطفى رشاد 23 عامًا موظف أن الفقر لم يكن يومًا دافعًا لسوهاجي أن يختار التيار الإسلامي وإرادته بقدر أن ذلك لثقته في إمكانيات التيار في الرغبة الحقيقية لمصر الحديثة. فيما أوضح الدكتور محمد المصري الأمين العام للحزب الحرية والعدالة أن نسبة التصويت هذه المرة تؤكد أن الشارع السوهاجي جدير بالثقة في رغبته في التغيير وأن ذلك يعكس القاعدة العريضة التي صنعتها جماعة الإخوان المسلمين في الشارع السوهاجي. وأكد أن الشعب السوهاجي استطاع أن يبهر كل من يراقبه بأنه رغم فقره لم يستطع المال السياسي ولا دعوات الفلول بإعلامهم الفاسد إقصاء رغبتهم أو ثقتهم في جماعة الإخوان المسلمين وأن الشارع السوهاجي وجد التناغم الكبير بينه وبين قيادته المتمثلة في الرئيس مرسى الرجل الفلاح الذي يشعر بآلام الشارع السوهاجي. وأضاف الشيخ علاء صديق الأمين العام لحزب البناء والتنمية أن هذه النسبة المرتفعة تؤكد فشل للفلول وإعلامهم وتعكس إرادة الشارع السوهاجي وثقته في الرئيس مرسى. وأكد أن ذلك لم يكن من توجيه التيار الإسلامي أو خلافه بل هى رغبة وعاطفة حقيقية في المواطن وثقة في المشروع الإسلامي.