توقعت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن تقدم أجهزة الأمن المصرية على تكرار نفس السيناريو الذي اتبعته عقبت تفجيرات طابا، التي وقعت في شهر أكتوبر من العام الماضي وتم خلاله اعتقال المئات من أهالي سيناء ، خلال تعاملها مع الهجمات الأخيرة في شرم الشيخ. وأجرت الصحيفة قبل تفجيرات شرم الشيخ عددا من المقابلات سكان مدينة العريش الذين سبق وأن اعتقلوا لاستجوابهم بشأن تفجيرات طابا ، حتى أن سيدة تدعى سونيا الكاشف وصل بها الأمر بوصف الوحشية التي لاقاها سكان المدينة على أيدي أجهزة الأمن بالقول: "كان أسود رمضان يمر علينا على الإطلاق.. لقد اعتقلوا كل الرجال.. لم يتركوا رجلا واحدا" . ونقلت الصحيفة عن سيدة أخرى أرملة تبلغ من العمر 55 عاما اعتقلت 11 يوما رهن التحقيقات في أعقاب التفجيرات قولها: كانت الاستجوابات تتم كل ليلة.. وكنت أستيقظ على صرخات الرجال من التعذيب. وبحسب ما ذكرته الصحيفة فإن السيدة - التي لا يزال نجلها هاربا بعد أن اتهمته الأجهزة الأمنية بالتورط في تفجيرات طابا - عندما عادت إلى بيتها من الاعتقال استمرت هذه الصرخات تتردد على سمعها عندما كانت تأوي للفراش. وأضافت السيدة للصحيفة: قبل اعتقالي.. كنت أفكر في تسليم نجلي لقوات الأمن إذا وجدته.. لكن بعد سماع هذه الصرخات قررت إلا أسلمه أبدا لهم. واستطردت في قولها: لقد اعتقلوا جميع الجيران.. اعتقلوا الشباب وعذبوهم.. الآن أنا أكره الحكومة. واعتبرت "لوس أنجلوس تايمز" أن وصول عناصر أمنية لمدينة العريش للتحقيق في تفجيرات شرم الشيخ مسألة تدعو للاستغراب خاصة وأن المدينة تبعد نحو 200 ميل تقريبا إلى الشمال عن مكان وقوع الهجمات. ونقلت الصحيفة عن سيدة تدعى نعيمة محمد اعتقلت في إطار التحقيقات في تفجيرات شرم الشيخ، ويشتبه في تورط نجلها الهارب حتى الآن في الهجمات على فندق طابا، قولها إن قوات الأمن طلبت من الرجال في المدينة التعاون لإيجاد المطلوبين وإلا سيواجهون بالمشاكل. وذكرت الصحيفة أن سكان العريش يدركون تماما ماذا تعني كلمة "سيواجهون بالمشاكل" خاصة بعد أن أصبحت المدينة عقب أعقاب تفجيرات طابا محورا للتحقيقات وورطة للحكومة فيما يتعلق بحقوق الإنسان. وأشارت إلى أن ذكرى الاعتقالات التي حدث الكثير منها في شهر رمضان لا تزال حية في أذهان أهل المدينة. وأكدت الصحيفة على أن الأسلوب الذي اتبعته أجهزة الأمن المصرية في التحقيق في تفجيرات طابا لن يكون أكثر نفعا في التعامل مع تفجيرات شرم الشيخ خاصة وأن معظم المتورطين في هجمات طابا لا يزالون طلقاء رغم عمليات الاعتقال والتعذيب واسعة النطاق التي أعقبتها كما أنه لن يسهم سوى في تعزيز مشاعر الغضب والاستياء إزاء الحكومة.