فى مؤتمر جبهة الإنقاذ، مساء أمس الأول 10/12/2012، اختفى من على المشهد، البرادعى وعمرو موسى وحمدين صباحى ومحمد أبو الغار والسيد البدوي.. وهى ظاهرة غريبة، ولافتة، وذلك لحرصهم على الظهور أمام الكاميرات، وكان فى كل مرة شكلهم "طفوليًا" إلى حد بعيد، حين يبدون فى الصورة، محشورين، وكأنهم يتزاحمون فى طابور "عيش" بحى شعبى. لم يظهر على المشهد إلا صحافيان: حسين عبد الغنى وخالد داود.. وألقى البيان المحامى الناصرى سامح عاشور.. وهى سابقة ذات دلالة لم تحدث من قبل منذ، تأسيس تنظيم "جبهة الإنقاذ" المتطرفة. كان من الواضح أن "الحوار الوطني" والذى عقد فى "الاتحادية" ونتائجه، قد فجر جبهة الإنقاذ من الداخل، بل إن الأخبار المتواترة، تشير إلى أن الانقسام والخلافات كانت عنيفة وحادة ومتطرفة، بلغت حد تبادل الشتائم بين بعضهم البعض. نتائج الحوار الوطنى بالقصر الجمهوري، وضع موحد "الفول" مع "الثوار" محمد البرادعى فى مواجهة مباشرة مع الشعب، إذ اختفى الإعلان الدستورى.. وأكاذيب "الرئيس الإله".. ولم تبق إلا صناديق الاقتراع.. لم يبق إلا البرادعى وصباحى فى مواجهة الشعب وإرادته. الحوار الوطني.. أثمر أوضاعًا جديدة على الأرض، إذ فشلت الدعوة إلى تسيير ثلاث مظاهرات إلى الاتحادية.. تلك الدعوة التى تبنتها القوى اليسارية الليبرالية والناصرية المتطرفة، يوم أمس الأول، وبدت كل المناطق التى تُستهدف عادة بالحشد، خالية وهادئة تمامًا.. فى إشارة إلى تراجع القدرة على إقناع الرأى العام، بمبررات أية مشاغبات فى الشارع بزعم الاحتجاج عل قرارات الرئيس "الديكتاتور". ومع ذلك.. فإنه من المتوقع، أن تشهد الأيام القادمة، تزايد أعمال العنف اليسارى والليبرالى الذى تقف وراءه جبهة الإنقاذ.. وربما تبلغ الأمور مبلغ الهوس والتهور، بعد كشف الغطاء عنها، ومع اقتراب موعد الاستفتاء على مسودة الدستور، بالتزامن مع إعلان القضاة المشاركة فى الإشراف عليه، والترتيبات الأمنية التى اتخذها الرئيس، لتأمين يوم السبت القادم، وإلى إعلان النتائج، بقراره منح الجيش الضبطية القضائية. وفى هذا السياق، فإن القرار الرئاسي، بإلغاء المرسوم الخاص بالضرائب، قطع الطريق على سلسلة جديدة، من أعمال البلطجة والشغب على الفضائيات، وحملات التحريض على الرئيس مجددًا.. إذا جاء قرار رفع الضرائب، ليعوض "الفول" هزيمتهم السياسية فى معركة الدستور.. وطفقت ذات الفضائيات التى قادت الانقلاب على الشرعية، مساء أمس الأول، فى تنحية "الدستور" جانبًا، واصطياد الرئيس مجددًا من ناحية "الضرائب".. ولتختفى صورة الرئيس "الديكتاتور" لتحل محلها على فضائيات أمانة السياسات صورة الرئيس "جابى" الضرائب، والمعادى للفقراء! وحسنًا قرر الإسلاميون الحشد المليونى فى المناطق المتاخمة ل"الاتحادية" لفرض رقابة على ما سوف يجرى حولها اليوم.. من قبيل "الردع" وكف أذى الإرهاب الفلولى حال قرر المس بهيبة الرئيس اليوم. [email protected]