أول أمس، جأر شباب الثورة ونشطاء 6 إبريل، من أن الميدان "مليان" ب"الفلول".. ونتيجة عجزهم عن التصدي لهذا الحشد "الفلولي" الهائل، اضطر شباب الثورة إلى الدفاع عن "الشرعية" والممثلة في الرئيس المنتخب. ناشطة شهيرة من شباب الثورة تركت الميدان قالت إنه لا يشرفها أن تكون كتفًا بكتف مع أتباع "شفيق".. وأشارت إلى أن من فشلوا في مواجهة "مرسي" عبر صناديق الاقتراع، يحاولون الآن إسقاطه بطرق رخيصة وخسيسة.. هروبًا من الحقائق الموضوعية على الأرض. ويبدو أن الذاكرة المصرية، تحتاج إلى "إنعاش".. لنذكرها بأن المشهد في ميدان التحرير باستثناء قوى صغيرة محسوبة على الثورة يعبر عن ذات التحالف الذي جمع شفيق، مع قوى ليبرالية ويسارية وناصرية، وأعطت للجنرال الهارب من العدالة الآن، أصواتها ضد الرئيس مرسي. ولعله من الأهمية، الإشارة إلى أن مرشح اليسار الناصري المتطرف الخاسر في انتخابات الرئاسة، "نسق" مع شفيق، والتقى به في الإسكندرية عشية جولة الإعادة، وفضحت عائلته هذه اللقاءات السرية، وشرحت للرأي العام حينها آماله وأحلامه المتوقعة، والتي توقعها حال ساند أحمد شفيق ضد مرشح قوى الثورة في ذلك الوقت الدكتور محمد مرسي. وربما نحتاج أيضًا، إلى مراجعة تصريحات محمد البرادعي، قبيل الإعلان الدستوري، حين أثنى على قيادات بالحزب الوطني، وأكد أنه في سبيله إلى إسناد مهام سياسية لهم في مواجهة نظام الحكم الجديد. الغضب المصطنع حاليًا.. ليس على "الإعلان الدستوري".. فالبعض "مرعوب" من إقالة النائب العام السابق، وبعض المرعوبين هربوا خارج البلاد فعلا.. وآخرون مثل البرادعي وصباحي كانوا يحشدون قبل الإعلان الدستوري ضد الرئيس وضد التأسيسية، وضد الدستور الجديد، ليس بسبب "أخونة" كما يدّعون، وإنما بسبب أنه قطع عليهم الطريق نحو خوض انتخابات رئاسية قريبة.. حين أقر الدستور الجديد، أن يكمل الرئيس مدته "الأربع سنوات".. فيما يصر صباحي والبرادعي على أن تجري انتخابات رئاسية جديدة، عقب الاستفتاء على الدستور.. طمعًا في الكرسي الرئاسي، استنادًا إلى نتائج الجولة الأولى، التي "سيّلت" لعابهما وأحيت فيهما الرغبة في الاستيلاء على السلطة ولو بالتآمر على الشرعية. صباحي والبرادعي.. واليسار المتطرف والتيار الليبرالي الاستئصالي، يعلمون أنهم غير قادرين على الحشد ضد رأي عام متعاطف مع الشرعية الجديدة التي جاءت بها الديمقراطية.. فاستدعيت تجربة جولة الإعادة ب"الاستقواء" بأحمد شفيق وبالفلول وبرجال مبارك.. وهي منظومة تتشكل من كل الطبقات الاجتماعية والفئوية المترفة والمنعمة.. مثل رجال أعمال مبارك، وملاك الفضائيات وإعلاميين يعملون بها وفنانين ورياضيين وقضاة وقيادات متنفذة في الأجهزة الأمنية... وهي جماعات مصالح أخطبوطية قادرة على الحشد، مستغلة الفقر والعوز وسكان العشوائيات ومدن الصفيح وما تبقى من مليشيات قوامها 400 ألف بلطجي، كانوا يعملون تحت قيادات أمن الدولة المنحل. هذه هي حقيقة المشهد في ميدان التحرير.. ونأمل من الثوار الحقيقيين أن يتطهروا من هذا "الاستمناء" الفلولي الذي أصابهم من حيث لم يحتسبوا. [email protected]