كتب الأستاذ جمال سلطان (عدد 18/7) عن قرار نيابة أمن الدولة تمديد حبس الدكتور عصام العريان ، لمدة خمسة عشر يوما أخرى ، بتهمة الانضمام لجماعة محظورة والمشاركة في مظاهرات والتحريض عليها. وتساءل الأستاذ سلطان لماذا يتم اتهام عصام وحده بالانضمام لجماعة محظورة ، مؤكدا أن المسألة لا صلة لها بالقانون والعدالة ، وإنما "هي قرار سياسي ، وتصفية حساب مع عصام العريان ، والأجهزة الأمنية المصرية تتعامل يوميا مع قيادة الجماعة " المحظورة " وهو ما أعلنه مرشد الجماعة صراحة ، يتفاوضون معنا نهارا ويعتقلوننا ليلا ، وعمل المكتب السياسي للجماعة لا ينقطع يوميا تحت سمع وبصر السلطة والأحزاب والتحالفات والحوارات لا تنقطع بين الأحزاب الكبرى وبين الجماعة. حكاية المحظورة مجرد " تلكيكة " لكي يتم التنكيل بمن يسبب إزعاجا سياسيا من أي نوع للسلطة." وأنا أتفق مع الكاتب في أن حكاية المحظورة هي مجرد " تلكيكة " وأن إعتقال العريان ومرافقيه د. عمرو دراج و د. حمدي شاهين هو قرار سياسي . ولكني لا أرى فيه تصفية حسابات لأني أعتقد بأن الموضوع كله لا يتعدى كونه وسيلة لإلهاء الناس عن فلسطين وما يجري فيها، وبالتالي إلهاؤهم عن عجز القيادة السياسية التي أجبرها شارون على الهرولة إليه وتقديم التنازل تلو التنازل بلا مقابل : إطلاق عزام وتوقيع الكويز وتصدير الغاز وإعادة السفير وقريبا زيارة إسرائيل لتقديم فروض الطاعة. لولم يكن الزميل عمرو دراج معتقلا لتظاهرنا نحن الأساتذة ضد صمت مبارك على تهويد القدس والخليل ، وصمته على سور الفصل العنصري ، وصمته على عزل القدس عن محيطها العربي. إعتقال الزملاء الأفاضل هو عملية إبتزاز أيضا حتى يبتعد الإخوان في مظاهراتهم عن فضح عجز مبارك عن تأمين أي من حقوق مصر في فلسطين . إن أقل ما يمكن أن يوصف به موقف مبارك من القدس المقدسة لشعب مصر بمسلميه ومسيحييه ، هو الخزي والعار، خاصة وأنه أعاد السفير المصري في ظل كل ما يجري في القدس ، وكأن مصير هذه المدينة لا يهمنا في شئ. فضلا عن كون اعتقال الأخوة الأفاضل إلهاءا وابتزازا ، فهو أيضا يجري من أجل المساومة عليهم عندما يتفاوض النظام مع المعارضة. فالمعروف أن إطلاق سراح السجناء السياسيين يأتي على رأس مطالب القوى المعارضة ، تماما كما يأتي إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين على رأس مطالب السلطة الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي. وكما تستخدم إسرائيل الأسرى كورقة في يدها ، يستخدم حكم مبارك المعتقلين السياسيين كورقة ضغط يساوم بها عند الضرورة . [email protected]