الرسالة التي نشرتها المصريون منذ أيام لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، والتي يتبرأ فيها أبو مصعب الزرقاوي من دم السفير المصري الدكتور إيهاب الشريف ويؤكد على أنهم لم يخطفوه ولم يقتلوه وإنما جهات أمريكية هي التي قامت باختطافه ، ودلل البيان المذكور على صدقيته بأكثر من شاهد وأكثر من دليل ، كما أنه كان بيانا هو الأكثر اعتدالا في البيانات المنسوبة للتنظيم ، هذا البيان الذي وصلنا عن طريق الانترنت ، كان يحمل إشارة في " لينكاته " تدلل على أنه أرسل إلى قناة الجزيرة في قطر ، أي أن الرسالة التي أرسلت ووصلت كانت مرسلة في نفس التوقيت إلى قناة الجزيرة ، وظللنا نراقب ما تفعله الجزيرة بعد ذلك ففوجئنا بالتجاهل التام لبيان تنظيم القاعدة الجديد ، لا نشرت في موقعها ولا أشارت إليه في نشراتها ، رغم أن قناة الجزيرة تبدو دائما ملهوفة على مثل هذه البيانات المنسوبة للقاعدة ، وتقدم لها تقليديا بعبارة : بيان منسوب إلى تنظيم القاعدة يقول كذا وكذا ، فيا ترى لماذا تجاهلت الجزيرة بيان القاعدة الجديد ، حتى لو تشككت فيه ، فلماذا لم تتحدث عنه بصيغة التمريض التقليدية التي تستخدمها في البيانات المماثلة ، هل لأن البيان الجديد اتهم " الأمريكان " صراحة بعمليات خطف السفراء العرب ، هل لأنه حدد موقف تنظيمهم بصورة واضحة من القوى السياسية الحاكمة والمحكومة في العراق لأول مرة ، موقف الجزيرة يحتاج إلى تفسير ، لأنه يؤكد على " شبهات " محددة ، تصم سلوك قناة الجزيرة وحساباتها ، ومن تخدم ، وعلى من تلعب.